ابداعاتخواطر

سننجو

إسماعيل السيد 

 

صباح الخير،

أنا لم أحبها هيَ،

أنا أحببت جزءًا من روحي وضعه اللهُ فيها،

فهي مخلوقةٌ من ضلعي،

أقرب مكان إلى قلبي لذلكَ مُنتهى الحُب حين اُناديها يا “أنا”.

 

هي لم تُحبني،

هيَ أحبت الوطن التي نُزعت منه،

فعندما ترجع إليَّ تشعرُ أنني وطنها،

إنهُ حنينٌ غريب كحنين القارب لحُضن الشاطئ

كحنين المُسافر لرائحةِ البيت.

 

ولكنني لا أعرف كيف أكره أحدهم لكني أجيد الرحيل،

لا أُحب بسهوله وعميق الحب إن أحببت.

 

أنا فقط أخشى الموت:

أخشى في الموت، الضيق والبرد والأسئلة.

أفكر في هذا الإتساع الذي يبتلعنا يوميًا، في هذه الارادة الشرسة لليقظة، وللقيام بكل تلك الاشياء الغبية

في القتال لأجل موت أقل جوعًا،

أيستحق الأمر كل ذلك النزف؟

هذه الشوارع الماكرة لا تنسى أن تذكرني يوميًا بأنني دخيل،

لأن جدرانها لم تقبل أن أستند عليها.

وهذا الليل،

يصطدم بي دون أن يعتذر 

وكأنني ظل، أو شجرة، أو كلمة لم تخرج بعد..

لكنني سأنجو.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!