ابداعاتخواطر

إلى أين؟

إيمان عتمان 

 

إلى أين يذهب الإنسان وهو مكسور القلب والخاطر! 

من بين كل الناس التي تعج الأماكن حولي، أشعر أنني وحيد لا أمتلك أيّ شعور جيد يُصهر جليد قلبي، فراغ كبير يسكن جوفي، البرودة تتسرب إلىٰ أطرافي.

في وسط الزحام كنت أسير وأنا أحمل قلبي المُفتت بين راحتي، لا تسعني الشوارع ولا تحملني الأرصفة من ثِقل هَمي، يصل أنين قلبي إلىٰ السماء وأرى بها السُحب داكنة وكأن ألمي انتقل لها من نظرتي المكسورة.

أتطلع إلىٰ السماء في محاولةٍ مني للبوح بما أحمل، أنفاسي الثقيلة تُهلكني، تقف غصة داخل حلقي تُثقل كلماتي، أختنق لكني أحاول.. أحاول أن أتحدث، لتخرج كلماتي وأنفاسي ومعهم دموع عيني قائلة:

ما تمنيت يومًا حياةً ورديةً لكني وددت الراحة والسلام، توسلت إلىٰ الجميع لأرىٰ الحُب في أعيُنهم لكني إلى الآن محرومًا منه، تمنيت..

 أقسم أنني تمنيت وجود شخصًا واحدًا يفهم نظرتي المتألمة ويضم آلامي؛ فتُشفىٰ ولم أحظىٰ به.

لقد فقدت كل شيء الآن ولا أمتلك مكانًا أسكن بهِ، ولا شخصًا ألجأ إليهِ، لا أمتلك غُصنًا أتشبث بهِ أيضًا وبين هذا وذاك فقدت قلبي وكُسر خاطري ودُهست كرامتي ولم يتبقىٰ مني شيئًا أتحامل علىٰ نفسي بهِ متمسكًا.

إلىٰ أين أذهب والجميع يرفضني! أين أجد أشخاصًا يحملون داخلهم الحُب ولا تتملكهم الغيرة! 

أين أجد أُناسٌ كما خلقهم الله بِقلوبٍ، وأرواحٍ، وأنفُس نَقية! 

هل ذهب السلام من القلوب وعَمّ الخراب بديلًا عنه! أم أنَّ الزمان ينتهي وإلىٰ هنا تُفقد الإنسانية!

إلىٰ أين يذهب إنسانٌ فقد قلبه، ويبحث عن قلبٍ جديدٍ يُحييه!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!