إسماعيل السيد
انت لم تكتب يوماً لتقنع احد
وربما لم تكتب
سوى لأنك ذات صباح
حاولت البكاء
فاخرسك صوت والدك الغاضب
(الرجال لا يبكون)
قأقسمت أن تبكي يوميًا
على مرعى اللغة
دون أي إدانة
إلى إسماعيل
كنت عالق
في فضاء من الخوف العبثي
من ارهاصات اللا واعي
عندما يعبث
بسلالم اتعبك تسلقها
ولم تصل
دائماً تتعثر بنجمة
أو أنثى
كلما لاحت لك سماءك (المنتهى)
حيث الأشياء التي إشتهيتها سراً
ولم تعلن عنها
حين وضع لك القدر مكبر الصوت في فمك
لتصرخ
خانك الصوت؟
أم خفت الحضور المفرط للذئاب
أنت الغريب
أينما حللت
لأنك زاهد عن طاولة
يتناولون فيها الغداء الساخر
أنت الذي تكتب
لأجل أن تكتب
وتضحك حزنًا
عندما يطلقون عليك لفظ المثقف
أو (الشفيف)
لأنك أخف الآدمين بشرة
وأكثرهم ربما تعرضًا للشلوخ
ولأنك تخاف الألقاب
كما تخاف أن لا تجد اسمًا لأوجاعك
أخبروك عن الوطن الغير قابل للموت
لكنك حفرت المقبرة لتتأكد
وصدمتك نبؤتهم
حين وجدته حيًا
في أبهى صوره
يرتدي جلبابه الأبيض
وينام في غرفة من الضوء
بجانبه المحبوبة عارية من كل شيء
عدا الجمال
إلى إسماعيل
ستغفو على حزنك، حين تغفو الحقيقة عن رميك بالسواد
وحين تحتضنك الحبيبة
كما كانت
حمامة تجلس على زجاجة الصباح
أغنية تُداعب حلق الشتاء
مصباحًا يؤنس ظلًا ثرثار
نافذةً تلوح للغياب وداعًا
سُلمًا يستند على نجمتين
و مدينة تجلس منتصف اصبعين، كاوتار ترتعش
بين يدي الصباح
حين تحتضنك الحبية
ستغفو، لتواصل اكتشافها في النعاس
والحُلم الذي يملك خارطة الاكتشاف.