لُجين سامح
لا يأتي على ذهني في حضرتكَ سوى رحمتكَ، وفطنتكَ، واكتمالك عنّا.
حين تغار زوجتك تبتسم وتقول : غارت أمكم.
حين ينفرط عقدها فتوقف الرحال لتبحث عنه معها، حين دللتها، وأكرمتها، وأعززتها .. فما أعز أحدهم امرأة مثلك أبدًا،
حين عدلتَ ورحمت،
وأعطيت كل ذي حقٍ حقّه.
حين قدمتنا عليكَ في الدنيا وفي الآخرة، آخر من هاجر، ومن أخذ سكراتِ موتنا مضاعفةً، وأول من يقف يوم القيامة ويقول: أمتي أمتي.
من عاش أيام عمره ومعدته خاوية، ليأكل طفلٌ في بلاد المسلمين، ومن وقفَ أمام ظلّامه بالدعاء: اللهم اعزّ الإسلام بأحد العمرين.
من كان قويًا في الحقّ، وفؤاده كأفئدة طير، يعفو عن الأسرى، ويعطي المحتاج، ولا يقتلعُ شجرةً، أو يؤذي غلامًا.
من أحبّ صحابتهُ، مازحهم، وأخرجهم من عسراتهم. وأخذ برأيهم في بدر والخندق وعفا عن تقصيرهم يوم أحد.
من ساوى بين الأعجمي والعربي، الغني والفقير، العبدُ والسيد.
من رهنت عندهُ الدرع، وحُكّم في المظالم. حتى الحيوان لم يسلم من رحمته، حين قال في الهرة:إنهم طوافون عليكم وطوافات.
من علّمنا الحياة
كيف نحزن، كيف نحب، وكيف نعيشُ.
كيف نعطي كل ذي حقٍّ حقّه، ونرد المظالم إلى أهلها.
كيف نختلف ونتسامح، نحارب ونعلن السلام.
لو أنني أنظر إلى وجهكَ الكريم، فتنزلُ بي السكينة، ويحطُ على رأسي طائرُ الأمان، لو أنني أنظرُ إليك..
احظى بشفاعتك، اشربُ من يدكَ الشريفة شربةً لا اظمئ بعدها أبدًا.
لو أنني أستطيع مدحكَ، لوقفت الكلمات عجزًا، واندثرت حروف اللغات السبع، وبقيت جدباء لا تملكُ أمام وصفكَ من الأمر من شيء.
.
