بقلم : ندى يحيى
حين سألته منذ سنوات هل يمكننا البقاء ؟
كنت أستمع جيدًا لدقات قلبي كنت أعلم أني أنا فقط المتشبثة هنا كانت آخر قشة امتلكتها في ذلك الحين كنت أعلم بأن قسوة الإجابة لن تكسر قلبي فهذه القسوة في عينيه لم اعتدها أتذكر أنه لم يضع عينه أمام عيني جيدًا في ذلك الوقت.
كان يشبه الأطفال وهو يلتفت يمينًا ويسارًا خوفًا من أن تفضحه عينيه أو خوفًا من أن تعاقبه عيني حين ينطفئ بها الحب تحديدًا مثلما حدث.
شيئًا ما أطفأ ذلك الوهج الذي كان يحيط به، كانت تشبه هالة الحب التي تحيط بنا شيء ما يخفف من قسوة كل شيء عند الاقتراب منه ولكن في هذا اليوم رأيته هو والعالم بدون حب .
أتعرف معنى أن ترى شفاف أحدهم تتحرك بإنفعال لتخبرك شيء ما ولكنك لا تسمع لا تشعر وكل ما تتمكن من الشعور به في تلك اللحظة هو الفرار فقط الفرار هو الحل .
كنت أعلم حينها أن شيء ما كُسر ولكن كنت أعلم أيضًا أننا لن ننتهي هنا.
أتذكر جيدًا كيف مضت تلك الليالي وأنا أتأمل كل شيء بشدة،أشرب قهوتي في ساعات رغم أنها رشفتين، أحدق بقوة في أعين المارين والطرقات التي مررت عليها لسنوات ولكن بالرغم من ذلك كنت أتأملها وكأنها المرة الأولى.
زرت كل الشوارع ولكنيِ قضيت عمري في شارع واحد كان يذكرني بخيبتي، بقلبي المكسور،وقوتي الكامنة ، وذهولي من النهاية،كيف لنا أن نعود بعد سنوات من كل ذلك وكأننا لم نكترث ذنبًا من قبل ؟
الأمر لم يكن في الكسر فالندوب تُداوى بالتناسي ولكن كانت الكارثة الأكبر في هذا السؤال :
كيف له أن ينسى قسوته حينها ؟
حجة عدم النضج المفتعلة أو التناسي المميت للهروب من الشعور بالذنب .
ذهول يجتاحني دائمًا في تلك اللحظات كيف لهؤلاء أن يعودوا بعد كل ذلك بصدر رحب آملين في بدايات وردية وحب أبدي ؟
كيف لشخص أن يبني البنيان ويزرع الأرض من جديد بعد أن قطع أزهارها، ربيع الحب لا يعود، وعقدة الذنب لا تفنى ولا يردمها حلاوة المستقبل ، والندوب لا تُشفى بفاعليها ولكنها تُشفى بحب جديد هكذا تحديدًا مثلما قالوا سابقًا ” لن تُشفى في المدينة التي سقمت فيها، غادر “.