بقلم: ندى يحيى
إلى هذا الشخص إليك أنت رغم البعد :
تحية طيبة وبعد :
لم أعتد الكتابة للأقارب والأحبة ولكني اعتدت أن أكتب لمجهول أتمنى وجوده ، شخصية يرسمها عقلي بها الملامح التي أحبها ، نبرة الصوت التي تثير في قلبي الطمأنينة ، شخص يستمع لي دون كلل وإن كررت الحكايات ألف مرة يستمع لها وكأنها المرة الأولى .
شخصيتي الخيالية المجهولة التي اعتدت أن أكتب لها الرسائل في كل ليلة وأنا أعلم أن الرد عليها محال ولكن كان يكفيني فقط تلك الكلمات .
فإليك عزيزي أينما كنت ، سأظل أكتب تلك الرسائل دون كلل سأظل أمدح ظلك الخفي وصوتك المكتوم ورسائلك التي لن تصلني أبدًا ، فبينما أنت هناك في عالم آخر لم يوجد بعد أنا هنا في هذا العالم الواقعي أكتب إليك كل الذي كتمه العالم في صدري ، أحكي لك خيباتي وإنتصاراتي الصغيرة وحبي الأعمى ، أشاركك رحالاتي الشيقة وكلماتي التي لم أتمكن من البوح بها إلا إليك ياصاحب الظل الطويل.
فإن كنت تسمعني فلا تجعل ظلك الطويل يفارقني وامنحني الحب في لحظات ضعفي ولا تكن مثلهم وكن مثلما رسمك عقلي خفيف الظل ، أمسك بيدي إن أردت الإفلات بحلمي ولا تدعني أفقد خيالات الأطفال وقلبي المرح وإن أردت الرحيل يومًا من حيث أتيت فاترك لي أثر يذكرني بك .