ابداعات

الخائن

إسماعيل السيد

 

لقد صارت زوجتي تقريبًا كل شهر تهم لتغيير لون شعرها 

وتحاول إرضائي بشتى الوسائل والتقرب مني 

وأنا لا أرفع طرف عيني عن التلفاز للنظر إليها 

هي ككل يوم تعد لي أشهى الأطعمة وأنا أتقصد عدم القدوم على موعد الغداء لكي أتناول الطعام وحدي 

إنها تلبس كل يوم حلة جديدة وتضع الأحمر والأخضر والأبيض على وجهها وأنا أهم بالخروج للسهر مع أصدقائي ولا أعود إلا ليحين شروق الشمس 

أظن أنها غبية جدًا فكيف لا تلاحظ لون أحمر الشفاه الذي يطبع على قميصي ورائحة العطر النسائية التي تظل على ثيابي

 لم أرى بحياتي أغبى منها على الأطلاق

لم أعد أضع رمزًا لقفل هاتفي فهي ليست من النوع الذي يخطر بباله أن يفتش بالهاتف 

لازالت تفاجئني في كل عيد زواج لنا باحتفال وهدية 

وأنا دائما آتي بأيدي فارغة 

لازالت تدعو صديقاتها إلى البيت مع أني قد خنتها معهم جميعًا

ربما قد مرَّ بضعُ سنين على آخر مرة قد خرجنا فيها معاً 

أذكر في عيد مولدي أنها قد جلبت لي بزةً سوداء 

وكان عيدُ ميلادها في الأسبوع التالي و حضرت كعادتي بيدين فارغة 

أذكر أني سمعتُ بكائها تلك الليلة ولكني لم اهتم لها أبدًا

لقد جلست في الصالة وفتحت التلفاز على القناة الأجنبية وبدأت التأمل في سيقان الممثلات 

وأذكر أثناء مشاهدتي أني قد سمعت صوت صراخٍ قد جاء من غرفتها ولكني لم أهتم وأكملت المشاهدة إلى أن حلَّ الصباح 

لقد نمتُ ساعتين على الأريكة إلى أن رنَّ المنبه وقد حان موعد عملي 

دخلت لأغير ثيابي وأطلب من زوجتي أن تغسل لي قميصي وبعض الجوارب 

فوجدتها قد قطعت شريانها وقد لوثت سريري بدمها 

لقد وقفت في العزاء لمدة ثلاث أيام وارتديت البزة التي جلبتها لي 

وها أنا الآن أرتدي نفس البزة في حفل خطبتي الذي أقمته في الأسبوع التالي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!