ابداعات

تحت تأثير السعادة

آية عبده أحمد 

 

 

ما باله الليل الذي كان يمرّ ثقيلًا، أصبح خفيفًا لهذا الحد!

كيف تبددت كل الذكريات الحزينة والسيئة، كحلوى غزل البنات في فم طفلة صغيرة؟

 

 

 

أُلقي القبضُ عليه دومًا وهو يطالعني من البعيد، يتساءل كثيرًا عن ملامحي الحزينة، أما اليوم فقد أخبرني أنه رأى لوحة نادرة وجميلة للغاية.

 

 

 

 حين قلتُ له: صِفها لي، كيف كانت؟

ردّ قائلًا: أنظري للمرآة.

 – (وجدتُ انعكاس صورتي، فابتسمتُ طوعًا).

= انتظرتُ أن ترتسم السعادة على ملامحك دهرًا، واليوم حين حدث ذلك ها أنا قليل الحيلة وعاجزًا عن الوصف…

 

 

 

   لم يسعني هذا العالم الذي أمسيتُ أراه صغيرًا، وصدقتُ تلك الأساطير التي كانت تقول أن البشر بإمكانهم الطيران، ها أنا أفرد جناحاي في السماء، لكن ما لي أرى النجوم قريبة مني هكذا؟

 

 

 

  أخشى السقوط من هذا الارتفاع؛ لأنني سأموت حتمًا، أغرق في أفكاري، فيُباغتني صوته الجسور والحنون في الوقت ذاته: أنا هنا دائمًا.

 

 

 

ربما يقرأ أفكاري، فيأتي بتوقيت حزني؛ لينتشلني من قاع البؤس، وحده الذي يخترق عزلتي ويمسك بيدي، ويأخذني لأواجه العالم من جديد، يقحمني في تفاصيله، وأستسلم طوعًا للغرق في حبه.

 

 

 

ها نحن ذا كسيمفونية متفردة لم تخطر على بال عازف، لا يشبهنا شيء، كل الكلمات في وصفه مبتذلة، وحده قلبي يبتسم فاضحًا ما نخبأه عن الجميع.

 

 

 

اللحظات بقربه هي النعيم بحد ذاته، ينافس البحر في بثّ الإطمئنان إلى أوصالي، يتبعثر أمامي كطفل أمامه لعبة ولا يعرف كيف يجمعها.

 

 

 

 أما أنا رغم أنّي كاتبة، لكن في حضرته تتبدد حروفي وكلماتي، ولا أستطيع أن أقول عبارة واحدة مكتملة، وما بين تبعثره وتلعثمي في الكلام تتمرّد عينانا؛ فتُخلَق لغة جديدة، لا يفهمها أحد سوانا.

 

 

 

 يمرّ شريط ذكريات تلك الأيام حين كنتُ لا أعرف كيف يجعلنا الحب نرى العالم بمنظور آخر؟

إلى أن جاء “كحلي”، وجعلني أقع في حبه مرارًا وتكرارًا، بذات اللهفة والدهشة في آنٍ واحد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!