إسماعيل السيد
كم بلغتُ الآن يا أُماه؟
ثلاثون حرب، واُنثى، وبعض البلاد
ربما
ثلاثون خدش، وبعض الشتاء الحقير
ثلاثون حُلمِ
وبعض القبور القصيرة المدى
ثلاثون وشماً، أسفل السُرة وشمًا إضافي
لقُبلة مدببة مثل الرُصاصة تمامًا
كل هذا الوقت الذي يأكل وقتًا مُقرمش
ويجلس مثل مسيح أُعيد انتخابه
لصليبٍ جديد
يتوعدني بالحياة السنينة، كسيف مُعد بمهارة
كم بلغت الآن؟
أقل من الرُشد بأبنة، أكبر من الموت بنعش
في سن الألوهة
ينقصني الطين المحمص
والصبر الفادح، على الوحدة والليل، وعلى غض البصر
عن جمال القلوب
كم بلغتُ الآن؟
أجل سؤال الورود، لكذبة تؤجج في الروح غيرة الحروب
وتفتح فضول الرصاصة
لصدرٍ تعرى كثيرًا، لأغواء موتٍ وسيم
أجل سؤال الحنين الإباحي،
لتفسح مجالًا، لصُحبة تعيد اكتشافك
رجل من صراخ
ودمٌ أصفر اللون
وامرأة ماهرة جدًا في الإنفلات
كم بلغتُ الآن؟
مليون ألف كلمة ونيف
ولم أستطع أن أصف صدمتي عند الولادة
مليون ألف كلمة ونيف
وأتلعثم حين أشتهي امرأة، حين أصف الحرب
مليون ألف حربُ ونيف
ولا زلتُ اؤمن بالحبِ والله
وأن الولادة السعيدة ربما تأتي عما قريب
كم بلغت الآن؟
اسألني كم بلغ حجم الجُرح في القلب؟
يكفي لدفن جميع الذين
ملوا الحياة
لدفن أكثر من ذلك بقليل
نتمناه عام تنتهي في الحرب، وتزهر فيه القلوب من جديد.