إسماعيل السيد
في نكهة الليمون سنلتقي،
في مسرح العشب،
ومرجحة الذكريات،
نفرك يد الحظ بالحظ،
نُمشطُ ضفائر الليل،
النجوم البنات،
و نكسر رأس الأيام الشقية،
ونجلس كالسكينة الجديدة،
على بُعد أجر
من السيئات،
في حافلة العطر المُحملة بالكلام الفصيح
نلتقي،
في العناق المريح،
في ساحة العُرس،
حين يقفز المرح الشقي نلتقي
في المساء الفسيح،
تتأرجح في الروح، أعشاب نهر تخشبت أطرافه،
تطل البيوت العائدة من موتها
بعد مطرٍ
وريح
ضاحكة،
بينما نُودع الموت الذي غافلنا في صباح المدينة
لايدي الضريح،
نلتقي
في شارة تقود إلى
قهوةٍ مُرة،
في شال امرأة طازجة
مثل ماء يُبلل أطراف جره،
نلتقي في بكاءات الزفاف،
من قال أن الدموع اللذيذة
لا تصلحُ لليالي المسرة،
نلتقي،
في أصابع تطقطق بعضها
مرةً، تلو مرة
في نهرٍ قشر الغابة من بعض أجزاءها،
في ليلٍ يردد أسماء النوافذ،
ويفشي في الروح
أسرار حُلمٍ تعرى،
نلتقي،
بين قطعة عنبة
وفم،
بين نار الشهوةِ الصاخبة،
في الطريق الآمن من كل موتٍ مؤجل
ومن كل دم،
نلتقي في الطريدة
لنعتذر مُسبقًا
عن جريمة سهم،
نلتقي في مغالطة تحني عنق البندقية،
تلك التي عرفت الموت كله
ولم يعرف قوادها
ما يُسمى ندم،
نلتقي في المطر،
في العشب يتلصص من تحت الأحذية
حديث القدم
للقدم،
نلتقي في النشيد الموحد،
حين يشدو السلام،
ونصرخ:
نعم.
نعم.
نلتقي،
في الأسف،
في الاعتذار الشفيف
للسماء
من كل هذا القرف،
نلتقي في الزهور، تدون في كراستها المدرسية
مشاعرها الهادئة،
الحديث البسيط حول أكواب قهوة
أواني الخزف،
نلتقي،
في القطار الذي ينتهي
في السلام،
سنتناول افطارنا، مُفردات طازجة
مُضربة أرواحنا منذ ليل الجريمة
عن حزين الطعام
القادمون من الصمت،
لن يخفف الخبز عن جوعهم،
لن يُخفف عنهم
غير حلو الكلام،
نلتقي،
في يدٍ تلوح للقطار
والقطار نفسه يُلوح باطراف قضبانه،
وينشد عبر الحقول المُحلقة،
كل ما دربته عليه العصافير
أسرار كل الغناءِ الحرام،
نلتقي
عند ناصية فجر يقف مثل قاعد شجاع
يملي خطبته للكُتب
في الصفحة عشرون،
من معلقة الحظ
وفي ما لم تقله للجبال السُحب،
نلتقي،
في المساء الأخير،
في الزجاجة الأخيرة،
على بُعد قُبلة
وحب.