بقلم/ نـدى سليمان
نقرأ لِنتَّسع؛ لنُحلِّق في سماءِ اللا نهاية من الشُّعور، لنُبحر في سيولٍ من المعاني والأفكار، لنستنشق من عطورِ المُدنِ شتَّى الثقافات ..
الكُتُب نعمةٌ وهبةٌ عظيمةٌ تمنحكَ فوق عقلك عقولًا وفوق عُمُركَ أعمارًا وفوق خبرتكَ خبرات كثيرة لم تكُن لتحظي بها بتجاربكَ المحدودة ..
وحولك بساتين من المعرفةِ والعلوم لم تكُن لتجني ثمارها معتمدًا على جُهدك المحدود.
القراءة تجعلك تُحلِّق فوق هذا كله وتقطف من ثماره ما طاب لك ودَنت منهٌ يداك ..
وهي رئةٌ ثالثةٌ لمَن أحبَّ وذاق وقضى الليل يتقلَّب بين الرفوف واكتحلت عيناه بحبرِ الكلمات.
بل من أين كنت ستأتي بهذه الرقة الممزوجة بالوعي والذكاء الشديد مع قوة العاطفة لو لم تتقلب بين صفحات الكُتُب وتتذوق جمال العبارات ..
ما تمنحه لك الكُتُب أثمن ممَّا تتوهم وأثره حتمي ولو لم تراه بوضوح، سيظهر شئت أم أبيت في فصاحةِ لسانك ودقة تعبيرك وجودة وصْفك ورقة شعورك وسِعة عقلك ..
حدَّثني كتابي أنه ثمة حياةٌ أخرى بين طيَّات الكُتُب وقصصٌ تُتْلى وأعينٌ تترقب، فمتى اقتربت توقفت عقارب الساعات، وذهبت بعيدًا حيثما أراد أن يأخذك كتابك؛ عوالمٌ أخرى وقلوبٌ تحيا وأحرُفٌ تتنفس .