سامية مصطفى.
دائمًا ما كنت أنسج في خيالي خيوطًا من الآمال، فعقلي حقلٌ لا ينضب أبدًا، داخلي أحلام دفينة أهيم فيها كل ليلة في عالمي الخيالي.
كنت كلما آلمني شيء ألوذُ بِه وكأنه درع يقيني من الأعداء، نشأت مع رجل غليظ لا يعرف معنى الرحمة ولا يقدر أن يُربط على كتفي.. فقط يثقل كاهلاي بحديثه العُلقم؛ لكني بالرغم من تلك القسوة فداخلي يرقة رقيقة مليئة بالخيرات.
أنا لم اكتسب شيء، بل صنعت كل شيء، داخلي ماكينات صناعية فائقة تستورد خامتها من جمجمتي التي تتظاهر بالعفونة الخارجية وما هي إلا بكتيريا نافعة.
أراني الآن أجلس القرفصاء على إصبعي يقف طائر مُغرد يزقزق لحنًا محلي الصنع مستساغ المسمع، نعتني الغليظ بأنني بلا فائدة، كيف أكون هكذا وأنا من أنشأت كل هذه الأراضي الحالمة؟