إسماعيل السيد
إلى الفارس العربي
العنيد
الذي نسيّ ركوب الخيل
فى منفاهُ البعيد
إليك..
من مهرة بدوية
تروّض ذكور الخيل و الرِّجَال
و لا يقدر على حُسنها خيّال
لا تحسبني أذوب في عيون فرساني
أو ألعق العسل من شفاةِ أحلامي
فليس كل من أوقد النار بالقلبِ كواني
و لا كُل من وقف على الأطلالِ أبكاني
فإن مَثُلتَ يوماً أمامي
عليك أن تُحصي
أثار أقدامك … و أقدامي
تلك المطبوعة على كثبان السراب
في صبحٍ …سديم
أو المنقوشة بجدار ساعتك الرملية
عليك أن تُوَّدِّع سِرجك القديم
و صهوة جوادك المنسيّة
نحن من أنجبتنا الصحراء
– يا عزيزي –
و هي لا تزال… عذراء فتية
أنا
ملكة الخيل والليل
على ضوء القمر
أرعى مشاعر الهائمين
على عشب السهر
همساتي..غيم
و أنفاسي بلونِ المطر
و إن احتّد بيننا اللقاء.. فلا سلام
ستشهد مني رغبةَ الحربِ الضروس
سألقنك فيها…
عبرًا و حكمًا و دروس
و سأُعلمك كيف يكون الغرام
فلا يغرنك …بياض الجيد
و رشاقة القوام
و لا عذب الأنين
أو صمت الحمام.