ابداعات

” يوم التَّلاق “

بقلم/ نـدى سُليمان 

 

شرودٌ وهدوء، تخبُّط في الحياة بغير هُدينا، خطواتٌ تسرع وقلبٌ يتأرجح وفِكرٌ لا يهدئ..

 

وأشدُّ ما يَشغنلي و يُخيفَ قلبي فيما نراه كل يومٍ، قصص مُتكررة بإختلاف الأشخاص؛ تندرج تحت عنوان “تقلُّب القلوب” 

أن ينفر المرء مما كان يُحب، و يقترب مما كان بعيدًا عنه بُعد المشرقين ! 

أن يتصف بصفاتٍ كان يُحذِّر منها، و يترك شِيَم الكرام التي كان يدعو إليها! 

أن يحيد عن الطريق فيرى ما كان قبيح في عينهِ بالأمس مقبول اليوم!

أن يتصرف كما شخص آخر، شخص يُشبه ذاك الذي كان يمقُته من قبل .

 

و يتمثَّلُ فينا قول الحبيب ﷺ

“فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».

 

أقرأ / أسمع “ما منكم من أحدٍ إلا وسيُكلمه ربَّه ليس بينه وبينه تُرجمان” ثم أقف طويلًا ..

 

كيف لمثلي أن يُكلمَه ملك الملوك، خالق السمٰوات والأرض وما بينهما ..

هكذا .. يُكلِّمُني !!

 

وكيف سيكون هذا الحديث، كيف وقْعَهُ وكم وقتهُ، وما أثر هذا الخطابُ المَهيبُ عليّ؟!!

 

شعور ممزوج بالشوق مع الخوف والذهول الشديد .

ثم ماذا عن خجلي يومئِذ؟ وماذا عن تعثُّر الكلمات؟، مُجرد التخيُّل يجلب الغُصَص ..

 

لقاء تتساقط فيه الوجوه خجلًا من التقصير في النوافلِ فقط، فماذا عن إخفاقي وسهوي وعمدي وخوضي ..

 

في معزلٍ نحن عن هذا التخيل، في لهوٍ تام عن الإعداد ليومٍ كهذا ..

فاللهُ أرجو أن يجعل لنا مخرجًا وأن يعفو ويستر ..

هو أرحمُ وله اللُّجوء وعليه التوكُّل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!