ابداعات

أنا والوطن

إسماعيل السيد 

 

كتبت لي في الصباح 

لقد استيقظت مُبكرًا اليوم 

حلمت بك

تقود سيارة قديمة 

وتُدخن بإفراط كعادتك 

لكنك فعلت شيئًا سيئًا

كُنت تدعس الفراشات في الطريق 

بينما أنا على جوارك أبكي  

اعتذرت لها 

حتى أنني تبرعت بعشرة قصائد مستعملة 

لحفنة فراشات سوداء 

ونتنة 

 

كتبت لي 

أنها خرجت من درس الموسيقى 

وأنها 

تُفكر في شراء بطاطا وبعض الفوط

لم أستطع أن أكتب لها 

أصبعي الأوسط الذي أستخدمه 

جرحته ماكنة تعليب 

في مصنع حقير 

 

كتبت لي أنها على وشك أن تخرج إلى المقهى 

كتبت لها أن أصبعي شُفيّ 

لكنني 

هنا 

في بلاد ذات لكنة طرشاء 

أحاول أن أتعلم كيف ألفظ أحبك 

دون أن أفقد سنًا

 

كتبت لي أنت غريب الأطوار 

قُلت لها 

أنا فقط وحيد، ومجنون قليلًا، ومفلس 

 

كتبت لي 

أتريد كعكًا

مضغت قماشة قديمة وأنا ثمل في غُرفة مكدسة بالأشخاص النتنين مثلي تمامًا 

ونمت وأنا أحلم بخبزة 

 

كتبت لي كيف تمضي وقتك 

فكرت في اللحظة، في حر منتصف الظهيرة وأنا أتصبب بؤسًا وكيلو غرامات من الشحوم المعدمة تذوب 

والخمرة الرديئة تعبث بالذهن 

فكرت في الغربة الحالية

ثم في بلادي

غُربتي الأخرى 

مثل الآن تمامًا، فيما مضى، في منتصف حر الظهيرة 

أتصبب حُزنًا

وأنام في الأزقة 

كتبت لها 

إننا هنا جميعًا بخير 

ونادرًا ما نحتاجُ الى ملح.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!