منة اللّٰه سعد عتمان
تشعر وكأن كل شيء لا يُعجبك، تتناقض أفكارك وتتبعثر، لا تستطيع إتخاذ قراراتٍ حاسمة، يغزوك التردد دائمًا كما يغزو المحتل أراضٍ ما خُلقت سوى للحرية، ولكن لا تدري أن اختلافك ليس بالضرورة صحيحًا في كل الأوقات.
تقبُل الرأي والرأي الأخر ليست قمع لحرية أفكارك؛ فإختلافها في بعض الأحيان يمكن أن يكون مؤثرًا عليك، يتجاهل رأيك الجميع اجتنابًا لفتح باب النقاش معك، والذي قد ينتهي بإصرارك على نفس موقفك.
في عالم مليء بالضباب على حقيقة حرية الرأي يجب أن يكون لديك الفراسة لتعرف متى وكيف تفصح عن ارائك، ومتى سيكون خلافك للرأي لا يجدي نفعًا؛ بل سيحل عليك ضيفًا ثقيلًا ويسمى “بخالف تعرف”
قد يجعلك تمسكك برأيك واختلافك دائمًا، ما هى سوى سهامٍ نابية ترميها بإتجاهاتٍ خاطئة، وتجعلك تقتنع بقناعاتٍ متوحدة، وقراراتٍ متفردة خوفًا من اتباع باقي السرب، اقتناعًا منك أن حرية الرأي هى اختلافك مع الآخرين.
لا تجادل حتى وانت كنت على حق، تعلم كيف تتجاهل، وأن تصمت ما دام الرأي لن يجدي نفعًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا”