ابداعات

بوحُ الروح

مشتهى عوض الكريم 

 

أيهما أقوى أن تنتمي روحك لمكان ما؟

أم التنوع في الكثير من الأشياء والعيش بينها؟

 

يُراودني سؤالٌ أجهل عنه الإجابة، ماذا لو لم أكن في هذا العالم؟

أكان الناس سيعيشون بلا قراءة حُروفي؟

أكان أحدهم سيكتشف بأن هناك كلماتٍ أعمق لم تُكتب بعد؟

أم أن كثرة الكُتاب في العالم كانت ستنفي غيابي؟

في الحقيقة إنه لم يكُن غيابٌ بل كان حقيقة،

لم نُدرك أن ما لم تلفظهُ الحياة هو موجود في داخل شخصٍ آخر، وأن ما يقودنا للعالم الإفتراضي هي أجسادنا، وعقولنا التي ترفض بأن لا تنسى أحداث مضت.

 

لكني الآن هنا ..

 

لأمضغ تلك الأحداث بين شفاهي واتقيأها على هيئة نص شهيّ. 

لأتلاعب بالحروف كطفلةٍ تمسك بالقلم لأول مرة وتكتب به على ورقٍ أبيض خالي من الحِبر  

وأما عن الكتابة ستكون كلمات مبُعثرة مع القليل من الحِكمة الخفية والحبكة البارعة.

والقليل من البلاغة التي أغوصُ فيما بينها ولا أستطيع الإبحار فيها.

 

سأكتبُ حكاية المارة وحقوقُ قد انتُهكت وحروبٌ لم تنتهي بعد.

ثم سأتطرق للشعرِ الفصيح الذي يضمُ بين كلماتهِ غزلٌ وفقدٌ طويل المِداد.

بعدها ستُلهمني المشاهد التي تأتي على غفلةٍ، فيلتقطها عقلي ويبدأ في سردِها بين السطور.

 

لم يكُن شيء سهلاً أن تحمل كلا المشاعر بقلبك عزيزي- لكنه سُمي كاتبًا لأنه يستطيع التنوع وتبني المشاعر بِحرفة، لذا لا مكان للإنتماء بين أناملهِ، إنما هو وسيلة لبثِ المشاعر، وجعلها تفيضِ بِغزارة.

 

هكذا كنتُ ..

 يعتريني شعوري بالإلفة ولا يستطيع قلبي على الوقوف، كنتُ أمشي وتتبعني كلماتي، كنتُ أتوقف فتضعُ أناملي إستفهام، ثم أتحرك فتتعجب وينتهي بي المطاف لوضع نقطة في آخر السطر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!