ابداعات

“الغرفة”

لُجين سامح

 

 

في الغرفة المغلقة، والقمر ينتصف السماء، ورأسي يعلن الانهيار..

في الغرفة المغلقة، المكتوب عليها بخط عريض”احترس، لن تخرج أبدًا.”

وبينما أخلع عني رداء حذري، وأضع يدي على مقبض الباب، والأفكار تتناطح في رأسي، بينما.. اطئ أرضية الغرفة..

 

وأجد الفراغ، وعقل صغير مرتعد في الزاوية، يبكي، يشنج، يأنّ..

اقترب منه، فتمتد يداه العاريتين، يجذبني من شعري، ويصرخ

-ما الذي تريده بحق السماء 

-أنا سرّك، أنا تعبك، أنا حياتك ومماتك، أنا سبب وجودك، أنا سبب شقائك..

 

وابكي، لأنك.. تضعين الثقل علي، ابكي لأنكِ.. تجعلينني احلق أكثر من اللازم، لقد تعبت من الترحال، من الجنون، من الخزي، من الفضول

 

أو لأنك لا تملكين جناحًا؟ أو لأنكِ لا تملكين قلبًا؟ لأنكِ تركتِ مشاعركِ في الزاوية .. ترتكزين بأحلامكِ علي؟

 

ـ ومن قال أنني لا امتلك قلبًا؟

ـ لقد وضعتيه على الرف، لقد نسيته بينما تعبثين في خيالك، بينما تحبين بي، تسيرين بي، وتصرخين بي

 

ـ أنت كاذب أحمق، أنا.. لست بلا قلب

ـ كل مشاعركِ غارقة بي، أنت ابنة الخيال، حبر معطوب، وطائر بلا جناح، أنت جزء من الجحيم، كيف تتركيني مستيقظًا.. طوال أربع وعشرون ساعة في اليوم، وتتركينني في اللحظة التي تجدين فيها شيئًا يوافق جنونك أكثر مني .. كيف؟

 

يأخذ نحيبه في الازدياد وشعري في التساقط، وملامحي في الفراغ..

يأخذ كل شيء وضعية الظلام، تحت كلمته الأخيرة: أنتِ لعنة. وانطفاء الأضواء، ويأتي الصوت من يديه النافقتين: ” ولأنكِ اسرفتي في الخيال، والاستناد إلى عقلكِ المتعب، ستغرقين هنا للأبد.. بلا عقل. ستذوقين اللعنة.”

 

أكتب على الجدران:” إنني أشعر بالفراغ، فراغ تعس، فراغ متعب، حواء داخلي مريع، إنني .. أشعر بالبرد، ولا أكاد أصف الكلمات، شكرًا لذاكرة يدي على الكتابة، ولقلبي الرضيع على مدي بالطاقة..

ليعلم القادم لتلك الغرفة، أنني الفتاة التي أكلت عقلها طمعًا في الحياة.”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!