ابداعات

الصدق والصديق

  سامح بسيوني

  صديقي الحميم أحب أن أناديك بصديقي خير من حبيبي، ولقد صدق العرب عندما اشتقوها من الصدق، وكأنهم جعلوها ملازمة لصاحب لا تفارقه أبدًا ، وإن اعتراها زيف أو تزييف فصداقة منه براء.

 

  صديقي الحميم، طعم البعاد عنك صبار، وغربة في ليل بهيم شديد السواد، فالبعد عنك خوف في بيداء شديد الرمال والجبال، والقرب منك هو حبل الوصال والأمان.

  

   ايها الصديق، في عثراتي تهون معك المصاب، وأنظر إليها مستهزئًا بها؛ لأن هناك صديق معان، ايها القلب الموجوع، هديء من روعك ومن مخاوفك فهناك من يحمل عنا هموم الحياة، ومصاعبها على دوام الحال والأطوار.

 

  صديقي سرنا، والنيل نحكي معا ذكريات ماض جميل مفعمة بالحنين والذكريات، في حارتنا كنا نلهو بأجسادنا وعند النوم كان لقاء الأرواح؛ لتستأنس بليل سعيد ليس فيه من الآلام والأحزان.

 

    جاءت صحبتكم في بيت من بيوت الله؛ لتزينها كعروس بدوية في ليلة قمرية والقمر يطفو على البحار متبخترًا على شاطيء الأحلام والذكريات.

 

   صديقي دائمًا، ألعن الطموح الذي يأخذني منك عبر السنين والأيام، واستنشق في وحدتي حديثك المعسول بالحكمة والإيمان، وأشتاق الى حضن الدفء يعود إلينا بعمق الحب والوفاء، بعدما طفح الكيل من الحقد والحسد والآلام.

 

   سنظل يا صديقي على العهد دومًا، بأننا متحابين في الله نطمع أن نكون على منابر من نور في يوم الفرقان، يغبطنا الانبياء والشهداء وكثير من الناس؛ لأننا كنا المتحابين المتزاورين في الله.

 

  وأخيرا صديقي الحميم، وأنا أقرأ في سورة النور، عندما بينت بعض من الأحكام من الذين يحل لنا أن نأكل من بيوتهم؟ فأمرنا الله أن نأكل من بيت الاعمام والأخوال إلى آخره، ولكن لاحظت بأن الخطاب جاء بصيغة الجمع، أما عند الصديق قلم يأتي لفظ الصديق بالجمع، وإنما جاء بالمفرد ( أو صديقكم)؛ ليوضح لنا بأن الصديق مع صديقه ما هو إلا لحمة واحدة لا تتفرق مهما اختلفت الأيام وحاك عليها الظلم والظلمات.

 

 فأيها الصديق دمت لي نبراسًا وعونًا في مصاعب الحياة، وعصا نتوكأ عليها في ظلمات الحياة، ومعوانًا لنا في شدائد الأيام، وسنظل على العهد دومًا الناجي منا في الآخرة يكون سببًا في الشفاعة عند الرحمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!