إسماعيل السيد
قبل خمس عشرة عام من الأن
في حافلة مواصلات عامة، فتحت مُراهقة كراستها، وقرأت أسئلة الواجب بصوت مُرتفع
لا أعرف ما هو عنوان الدرس
لكن إيجاد قيمة الطول الموجي ذلك، لم أنسه قط
كان سؤال تافه، في ورقة واجب
لرحلة لم تدم لأكثر من ربع ساعة
في هذه الخمس عشرة عام التي مضت، سقطت نظريات فيزيائية صخمة، ونساء أخذن من الوقت أكثر مني، وإبتسامة ربما أكثر منكِ وسامة
لكن ولا واحدة منهن
طلبت مني إيجاد قيمة الطول الموجي.
هل لهذا لا أذكرهم؟
الذكريات التي تصمد مع الوقت
ليس حول من أحببناه
بل بمن راقبناه يجتهد لأجل ذلك
الطول الموجي ذلك
لم يكن حسابات حول الضوء
كان المسافة التي قطعتها جدائلك المُخبئة من رأسك
حتى هذا الرجل الثلاثيني
مراهقي اليوم لا يلتقون في مسئلة رياضية
معظمهم تقابلو، في فِراش
والأقل عجلة
تقابلوا في قُبلة مُتسكعة
إنه عالم هزلي، وأحمق
أننا بإختصار نستيقظ وأول ما يخطر في بالنا
ما الذي نفعله هنا؟
نُراجع رسائل الهاتف لا صوت فيروز
نشعل سيجارة، لا صوت الحبيبة
نستحم دون أن نُفكر في الحلم الذي انقطع
الحلم العالق في مسائل فيزيائية
حول إيجاد قيمة الطول الموجي
وحول مراهق يُعلم يديه كيف تعانق بخشونة رجل.