ابداعات

عندي أخلاق ولكن…

 

بقلم – جلال الدين محمد:-

 

كثيرًا ما صادفت هذا النموذج في حياتي، تجد رجلًا على درجة عالية من الاحترام والتهذيب. يرتدي ملابس أنيقة، ويعمل في وظيفة مرموقة، ولديه أطفال يعتبرهم أجمل ما في حياته.

 

فقط تأمله سوف تجده حريصًا على إثبات مدى كراهيته للكذب، وعدم حبه للخداع، وكيف يتحرى في تصرفاته وأفعاله ما يجعله لا يتسبب في جرح مشاعر أحدهم بالقول أو الفعل.

 

كل ما سبق في كفة، واللحظة التي يقود فيها هذا الشخص سيارته في طريق العودة من العمل في كفة أخرى. تجد أشكالًا وألوانًا من السباب ما يبني لمن يتلقاها قصرًا في الجنة، هذا بالطبع لو لم يرد بدوره بأسوء منها.

 

ذلك الحب للصدق والوضوح يذهب طواعية من صاحبه أدراج الرياح، لو أنه صدم سيارة أحدهم على الطريق، أو قطع عليه مساحة المرور، رغم أن الأخير “مدي إشارة يمين”.

 

أتمنى لو أني أحصيت عدد الإيمان التي أقسمها ذلك الرجل المترهل، ذي المعطف الصوفي، وهو يؤكد عدم مسؤوليته عن وجه السيارة المحطم، قبل أن يحطم وجه صاحب السيارة تضامنًا معها، ويذهبون جميعًا لقسم الشرطة. 

 

والسؤال هنا متى يتم اعتبار الأخلاق بأهمية رخصة القيادة قبل ركوب السيارات؟ لا إجابة لدي، ولكن اعتقد أن هذا الرجل سوف يطحن عظام سائق التوك توك الذي قطع أمامه الطريق على حين غرة!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!