إسماعيل السيد
أحب داجي الليل حين يرخي سدوله،
كداجي شعرها على الأغصان مسدول،
واحمرار الشمس عند الضحى ان تعالت؛
لأنه على احمرار وجنينها دليل،
ووجها يحاكي البدر عند تمامه،
زانه ثغر له على البدر
تفضيل،
ثغر مثل كأس الراح يحوي رحيقا،
يسكر السليم برشفة،
ويحيي العليل،
وجيد تباعد عن مهوى قرطها،
وحاجب كانحناء القوس،
وطرف كليل،
وعينان كأنهما استعيرتا
من جؤذر.
بهما احورار
من غير كحل،
كحيل،
وإذا صرفت سهام اللحظ نحو امريء،
قتلته.
فهل يعود للحياة،
قتيل؟
أثمر العمر ثمارها على فرعها،
ما لمشتاق القطاف،
إليه
سبيل،
عبل الذراعين حرير ملمسها،
وكف بها أنامل من فضة
موصول،
وبطن به ضمور،
وكفل راجح،
وكشح هضيم،
وخصر به نحول،
لها قد كغصن بآن في تمايله،
لا يميل بالهوى،
لكنه نحوي يميل،
عجبًا لها تجمع الأضداد في شخصها،
ويجمع الأضداد في الخلق
قليل.
وادعة تراها ان اطمأنت،
وأن هيجت من الصياد
جفول.
يغار الورد من نضارة خدها،
والروض بزهوها،
مفتون جذول،
وترقبها العيون اذا تهادت،
قوام قويم ما به قصر،
ولا طول،
شمول الحسن اذا التفت باحمرها،
كقارورة نسر بها،
ملأت شمول.