ابداعات
أخر الأخبار

“العزلة”

بقلم: شيماء_حسانين “رحيل” 

 

 

الحياة غير منصفة، وأنا لم أرى في عالمكم شيئًا يجعلني استمر بالعيش في داخله.

 

لذلك قررتُ الآن أن أنزوي في غرفتي وحيدًا ولكنني سأكون بخير؛ لأنني بعيدًا عن عالمكم.

 

 في غرفتي أشعر بأنني قد حُزتُ العالم، فهذا كتابي رفيقي في رحلتي، وحجرتي هذه ملاذي ومأوى فؤادي، وسكينة روحي، هي عالمي الذي يأويني من تقلبات عالمكم وقسوته.

 

  بداخل عالمي هذا يمكنني أن أكون أنا، على سجيتي دون خوفٍ أو ألم.

 

 هنا يمكنني أن أعانق روحي الممزقة، يمكنني ترميم ذاتي من جديد.

 

ستجد أحلامي المهدرة، وأمنياتي المفقودة، هنا حيث آمالي الضائعة.

 

 

 هنا أنا بكل ما بداخلي من ندوب وآلام، وجروح لا زالت تنزفُ وتئن من كثرة الوجع.

 

  حيث دموعي تصبح بحارًا جارية، غرفتي هذه هي اللا نهائية الخاصة بي، والأشياء تتجمل في عيني.

 

 

 في عالمي هذا تكون ذاكرتي حاضرة، وقلبي مليءٌ بالحب، وروحي مفعمة بالحياة.

 

 في داخلها فقط تتعري روحي لتكشف عن كل مساوئ العالم الخارجي.

 

 حين تعبرُ إليّ لتراني، ستجدني عفوية لا أتجمل، ستجد غرفتي الغير مرتبة في نظرك، رائعة في نظري أنا، وبشرتي الباهتة لا زالت تجعلني أبدو جميلة كما كنت، وذلك السواد تحت عيناي سيذكرك بالليل النائم بين أحضان الجليد.

 

 هنا ستجد أن الجمال يكمن في البساطة، يكمن في تفاصيل لا تراها في عالمٍ مزدحم، يملائه العبث والضباب.

 

 أحب غرفتي بكل ما بداخلها، أحبها لأنها تُشبهني كثيرًا، أو ربما أنا من أصبحتُ أُشبهها.

 

 في داخلها حياة أنا من أختارها، ولم تُفرض عليّ، لذلك تعلقتُ بها كما يتعلق عاشق مجنون بمحبوبته.

 

 أحبُ كثيرًا البقاء بداخلها، هي عزلتي، وسكينتي، وأماني الدائم، هي أنا وإن كانت مجرد جمادات تُحيط بي، ولكنها العالم بالنسبة لي.

 

ربما يومًا ما حين يُصبح العالم أكثر إنسانية، ومفعم بالحب والحياة، ربما أعود حينها لأنخرط بداخله.

 

ولكن الآن لا يمكنني، لأن عالمكم لا يسوده سوى الكره، والحقد، والوحوش البشرية.

 

لا أعلم متى ستنجلي تلك الحياة السوداوية التي تسود عالمكم؟!

ولكنني على يقين أن يومًا ما سأعود من جديد.

 

سأعود لأنني استحق أن أحيا في عالم يتسم بالسلام والحبَّ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!