ابداعاتمقالات

رسالتي إلى الصديق

  سامح بسيوني 

 

 إنها لحظات تقشعر لها الأبدان، وتلين لها القلوب؛ حبًا واشفاقًا ونحن نقف أمامك يا خير الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثر الصحابة إيمانًا وزهدًا، وأحب الناس إلى النبي صلي الله عليه وسلم بعد زوجته عائشة- رضي الله عنها- 

 

  وقفت أمامكَ؛ مستمتعًا بجمال اخلاقكَ مع عظمة خلقتكَ، فالبياض يشع من وجهه، نحيف الجسم خفيف العارضين، أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخى عن حقوبه، معروق الوجه، غائر العينين، وخط أسود من كثرة البكاء، قلبه رحيم فهو مثل كلمة الله في رحمته ورقته، هكذا وصفه الحبيب محمد- صلّ الله عليه وسلم – 

 

أقف أمامكَ، متأملًا شجاعتكَ وأنتَ تدافع عن النبي محمد في أول البعثة، وضُربت بالنعال حتى لم يُعرف وجهكَ من خلفكَ من كثرة الضرب والجراج، وعندما أفقت كان أول سؤالًا أين الحبيب محمد؟ يالها من أوقات! أتمنى أن تقف فيها عقارب الوقت والزمن حتى ٱخذ من أنواره وأخلاقه.

 

  أيها الصديق، كنت الصاحب مع النبي في هجرته، وكنت صاحب القلق، والمشركون أمام الغار وشدة الخوف ليست على نفسك وإنما على حبيبكَ محمد؛ خوفًا عليه من الأذى، والحبيب يطمئنه بأن الله هو ثالثهما.

 

  

فيكَ الشجاعة والوفاء، في يوم حنين عندما تفرق الجمع وولوا الدبر فكنت الصامد مع محمد بلا خوف أو حسرة على دنيا فانية زائلة مع الكون.

 

 رأيت فيكَ الجلالة، يوم تبوك، وأنت تحمل راية الحق والنصر، وتقاوم أعداء الله بكل بسالة والقلب منشرح متسلح بالإيمان والصبر.

 

  كنت الثابت الوحيد، يوم أن انتقل الرفيق إلى الحبيب، والعيون تنمهر كشلال من ربوة، والعقول فقدت صوابها كأم مكلومة على وحيدها، ونحيب يملأ القلب حزنًا على ما مضى، فتخرج أنت صابر محتسب؛ لقضاء الله متحليًا بالإيمان والصبر، مذكرهم بأن محمدًا ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل.

 

 

سخرك الله لحماية كتابه من التحريف والعوج، فأخذت بمشورة العدل( الفاروق عمر) فجمعته؛ صيانة من الشك والريب.

 

 

جعلك الله سببًا؛ لحماية دينه فقاومت المرتدين بكل قوة وعصمت دينه وأطفأت شرارة البغي والظلم.

 

 فلك مني، يا صديق تحية وتقديرًا في يوم الحب والوفاء، وأتمنى أن ترسل شعلة الرحمة على أمة فقدت الحب والأخلاص والأمل، تبحث من يعيد فيها العزة والكرامة والعدالة التي غابت مع الشمس.

  

 

فهل من رجاء يا صاحب الغار أن تعيد لنا الأمل؟ وترسل لنا نسمات مع ظهور الصبح؟ حتى نعلم الخيط الأبيض من الأسود عند الفجر( صحب محمدًا طول حياة، ثَبَتَ، وثبت وقت وفاة، وغدًا جارًا بعد ممات، هذا الصديق ابو بكر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!