بقلم : ندى يحيى
لكل ضوء جانب آخر من العتمة، فلكلٍ منا ظلمته، وخيبته الخفية، ورحلته في البحث عن الأجوبة لكل المفقود .
ورغم أن الظلمة أمر يعلمه الجميع وربما عاشه الجميع حتى وإن كانت العتمة اختياره للبحث عن النجوم الأكثر عطاءًا وجاذبية في السماء، فرغم اختلاف الأسباب والمسببات إلا أننا مازلنا نجهل الكثير من الحقيقة، نمسك بكل مالدينا من قوة في طرف الخيط الظاهر من هذا المجهول كله.
نظل نُطلق الأحكام ونختلق الأسئلة والأجوبة دون معرفة واضحة بمعالم تلك القصة .
فما الذي يدفع شخص ما لأن يكون الشمعة المحترقة لأجل الجميع ؟
ربما لأن فاقد الشيء يعطيه ؟
أو لأنه عاش ظلمة الوحدة فوجد أن العطاء نور الطريق؟
وربما لأننا مازلنا نبحث عن أنفسنا في صدور الجميع ؟
نبحث عن بقايا أشخاصنا الغائبين في ملامح شخص يشبههم وضحكة هذا، وصوت هذا، ونظرات ذاك .
نتشبث في الحياة رغم أن الظلمة غزت دواخلنا، ولكننا مازلنا نتمسك بشعاعنا الخارجي وكأنه آخر عود كبريت لدينا نُضيء به الطريق.
فإن ضعفت عزيمته في البقاء مشعًا فإننا سنكون في تعداد الغائبين هناك بين أركان الظلمة الخفية .