بقلم/ نـدى سُليمان
واحفظ قلوب السائرين لوجهتِك
يا صاحبُ الوِجهة وربُّ السائِرَ
كادوا يزِيغُوا لولا عنايتِكَ
فارأف بهم وارشد الحائِرَ
نامت عيون الغافلين ليالِيَكَ
وقلوب العارفين جثت لك ساهرة
عيونٌ أبحرت في سماءِ آلاءِكَ
سكن الوجودُ وأظلمَ،
وأضاءت قلوبهم
حين أسدَلَ الليلُ ستائره
تزرف دموعَ الشوقِ تارةً
وتارةً أخرى تعضُّ الأناملَ
تسجد وتقترب
علها تقتبس، نورًا
أو تأتي بخبرٍ يُرمم الخاطِرَ
طويلةٌ آيةُ النهارِ ربيَّ ومُضنيةٌ
رياحُها فِتنٌ،
أمواجُها غَرَقٌ
والرَّكبُ في سُفُنِ الحياةِ مُغادِرَ
والعَصْفُ يشتَدُّ
والمَوجُ يحتَدُّ
بحرٌ من الأهواءِ مَشوبٌ ومُمتدُّ
مَن ذا يُغيثُ الهائمُ الغَائرَ
تلكَ سفينةٌ أبحرت في وادي غَيٍّ
جاهلة،
لم تجْتَز الشَّطَّ
أصابها خَرقٌ
أوقف سيرها
لعلَّهُ خيرٌ،
لعلَّ عيبها أنجاها من الغَرقِ
وهذا مُنادٍ يصدع ويرتعِدُ
لا تركب المَوجَ
لا تَتْبع الفَوجَ
إن تقترب تَلِجَ
تغرق ولا مَنجىٰ
أو تَصعُبُ الرَّجعة
وكُلُّنا يسمع
وبعضُنا يخشع
وقلَّ مَن يرجِع
فالرَّكبُ في غفلة.