سامح بسيوني
يالها من تحديات وصعوبات نواجهها في حياتنا القاسية! كجبال عاتية وأمواج لا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا، ورياح تأتي بما لا تشتهي السفن، تلك التحديات التي تؤثر على حالتنا النفسية والجسدية فتأتي تلك الكلمة( لن أبرح) وكأنها مفتاح سحري يجعلنا نواجه تلك الصعوبات بقلب رحب وصدر فيه من جميل الصبر والسلوان.
لن أبرح: رسالة يملؤها الايمان برب العباد، فهي الزاد لنا في مواجهة التحديات، نجدوا فيها الإرادة والتصميم على البقاء رغم المعوقات وكثرة الموبقات.
فكلمة لن أبرح وكأنها قبطان يقود سفينتنا بزمام الأمور، وحكمة بالغة تسكن في الصدور والقلوب، وتحعل النفس مصرة على الطاعة والثبات في الإيمان.
بالها من كنز عظيم المنال! تجعلك لا تستسلم أمام مغريات الحياة من فتن الحياة، وكأنها تيار يقف بالمرصاد لكل هوى وشيطان، وأن نستمر في الكفاح لن يزعزعنا شيء ما دمنا في الحياة.
هي الأمل في الظلمات، وهي المنجية وقت الازمات، تجعلك تسير في الحياة بحسام الايمان.
هي التحفيز في وقت الشدائد، فهي معك في السراء والضراء، معوانا لك للشدائد والرخاء.
لن أبرح، صديق وفي في زمن قل فيه الوفاء والاخلاص؛ فيكون معك لا يتركك ابدًا مهما تغير الحال والأطوار، وكأنه شفاء للصدور وتثبيت للقلوب وراحة الأبدان من الإسقام والاوجاع.
قالها الكليم في رحلته الخالدة، لغلامه( لن اأبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) لنتعلم منه الاصرار والعزيمة؛ لنصل إلى هدفنا رغم المعوقات والصعوبات.
تأتي تلك الكلمة؛ لتذكرنا بمعني الرضا بالقضاء خيره وشره حلوه، فعند الشدائد تهمس في اذني برفق الحنين تقرأ على قوله تعالى ((وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم)) بعدها أشعر براحة تملأ الوجدان وتصب في قلبي السكينة والطمأنينة؛ فيستراح الفؤاد ويطمئن البال.
تأتي تلك الكلمة لتلخص لنا معنى الحياة بكل مناحيها من: أسرية عائلية اجتماعية … فتكون لنا معوانًا لنا في دار الشقاء والاختيار، وعند السهام دائمًا تاتي لي مبشرة بالفرح والاستبشار، وتذكرني بقول الشاعر
تجري الرياح كما شاءت سفينتا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
فعندها استيقظ ناهضًا متفائلًا ليوم تشرق فيه الشمس بالحب والخير والبركات.