ابداعات

أبدع





ندى أحمد

كطالبة في كلية فنون جميلة، طلب أحد الدكاترة الخاصة بي، لوحة بعنوان” أبدع” دون دخول في تفاصيل أخرى قد تساعدنا،
وهم منذ متى يقولون شيئا واضحًا.

خرجت من الجامعة، وأنا أجلب قدمي للتنزهه قليلًا، لرؤية الطبيعة التي لطالما أنبهرتُ بها منذ صغري، كانت أمي في عطلة نهاية الأسبوع، تُعطيني يدها لكي أتمسك بها، ونسير معًا وسط الأشجار، فوقنا السماء التي تُزينها الشمس بِأستحياء خِفية من أن تُصيب أحد في عينيه، كانت تقول لي: الأشجار تتنفس بالماء والعناية بها، ونحن نتنفس، وتزول هُمومنا حينما نراها، كلما شعرتي بالحزن، أذهبي إليى مكانٍ بممتلئ بالطبيعة.

بعد أن انتهت الذكرى المُحببة إلى قلبي، كنِسمة هواء تأتي سريعًا في الصيف، ثم تهرب إلى موسِمها، قابلني ممر طويل، جانبيه الأثنين تُزينهم الورود، ولكنها مختلفة، وصغيرة، بعضها وردي و الآخر أبيض، يتناثرون بإنسيابية تُشبهه تلك الورود الجميلة التي توجد في اليابان.

ظللت أبحث عن نهاية الممر، على يقين أنني أرى أشياء أخرى تُسعدني، فرأيت بحيرة صغيرة في ركنٍ ما، حولها مقاعد خشبية، كل مقعد منهم ينتهي بوردة تُزينه وخلفهم الغروب يعطي لمسة ساحرة،
يا الله كيف هذا الجمال أراه أمامي هكذا!؟

جلست على أحدى المقاعد، و تمعنت النظر بكل ما رأيته، قد عرِفت ما الذي أرسمه، ولا أجد أفضل من أن أحضر أمي العزيزة في رسمتي، فقد توفاها الله منذ سنتين، سأرسمها بجانبي، ونحن نسير سويًا في “ممر الورود”
تمنيت أشعر باللحظة هذه وهي بجانبي، كنت سأسعد كثيرًا وهي ما زالت هنا، ولكن لا بأس فهي دائمًا بقلبي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!