ابداعاتخواطر

نسيت

 

بقلم : ندى يحيى 

 

طالما اعتدت دومًا على طرح الأسئلة عن كل شيء، عن الوجهة وعن الأحوال وعن أصدقاء الماضي والحاضر وإن صدقتم أو لا فحتى الشوارع والمباني لها نصيب من تلك الأسئلة شيء ما يجعلني أتعامل مع الجماد على أنه مكبوت بالمشاعر رغم صموده، شاهد على لحظات الحب.

ضحكات الأصدقاء، وفراقهم في نفس الطريق، مراحل الحياة المنتهية واحدة تلو الأخرى، والبدايات الجديدة وحتى النهايات الأبدية، الجميع إن سألته سيهديك إجابة ما أو حتى شعور قديم يذكرك بما تبحث عنه أو ما حاولت تناسيه.

 

 

ولكن ماذا إن كان ما نسيته هو نفسك ؟ 

هويتك المفقودة بين أشلاء الأحداث بين الماضي والحاضر والبحث عن كل المفقود منك ومالا تنتمي له.

 

فالخدعة الكونية هنا ستجعلك تظن أنك تنتمي للماضي أو لازلت تنتمي له رغم رحيله فتظل تلهث حول طرف خيط واحد يجعلك تستعيد أبطال الماضي ظنًا منك أنك ستجد نفسك الضائعة هناك تلك التي لا تنتمي في حقيقة الأمر للماضي ولا للحاضر، ستخدعك العلامات، ستكسر قلبك نصفين عند لقاءك الأول بماضيك؛ لتدرك أنك كنت فريسة دسمة لهذا الكون.

 

لا يبق شيء على حاله فحتى الكون يقوم بدوره في تقليب نفوس البشر وتغييرها فإن تركت ما بيدك لسنوات وعدت لتأخذه ستجده غريبًا عنك إما عفى عليه غبار الزمن أو كان من نصيب غريب آخر شكّله بما يليق بقلبه.

 

سباق دائم خُلقنا فيه بين الماضي والحاضر وكل ما سينجيك من البحث الدائم عن ما تنتمي له هربًا من صراعات الماضي هو التناسي، حيلة مكارة ستمنحك آمالًا مزيفة بعنوان البحث عن الهوية.

 

نحن خُلقنا كالصلصال، نتشكل مع كل شيء مع الحلو تارة ومع المُر تارة أخرى فلا سبيل للثبات في كل الأحوال وإن بحثت عنه فتأكد أنك تلهث السراب، فامضي ولا تترك السراب يأكل أحشاءك وخذ نصيبك من التناسي في هذا العالم فهو حيلتك الوحيدة للنجاة مهما تكرر السقوط.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!