بقلم/ نـدى سُليمان
لا تلتفت فثمَّ حُفرةً من اليأس تبتلع كل من حنىٰ رأسه، وطريق من الخزلان طويل لمن جعل البَشر وِجهتَه.
فتَحرُّر القلب من الناس وتعلُّقه بالله وحده هو الشعور الأروع على الإطلاق.
وقد يبدو الكلام للوهلةِ الأولى مألوفًا، معتادًا، لكنَّ مُعايشته والتعمق الواقعي بهِ شيئٌ أشبه بالتحليق في سماءٍ لا حدودَ لها.
ولأنني شخصٌ أميل جدًا للحرية، أحبها بمعناها الحقيقي،
أقدِّسها، وأسعى إليها، وأمنحها لِمن حولي،
فلا أضيِّق خِناق محبتي على أحدٍ، ولا أفرض على أحدٍ جميل ما عندي، بل أترفَّع وأبتعد وأرفع قيمة كل ما أمتلكه فلا يحصل على قليلي إلَّا مَن بذل عن رضا.
هكذا أنا شخصٌ حُر، لا يدخل ساحتي سوى الأحرار.
أخذت قرار منذ وقتٍ ألَّا ألتفت،
ألَّا أتعلَّق،
ألَّا أنتظر من أحدٍ ولا أعوِّل على أحدٍ أبدًا.
يتساوى لدي الجميع فيما أنتظره منهم كتساوي أسنان المشط، لا أسبقية لأحدٍ فيهم على أحدٍ ولا تفضيل ..
عيني لا تلحظ إلَّا السماء، ولا أنتظر إلا ممَّن رفعها.
نفضت يدي، بل وقلبي من الجميع، لا عن قهرٍ أو اضطرار بل عن قناعةٍ ورغبةٍ مني وطِيبِ نفس.
طويت الجميع خلفي ومضيت لا كراهيةً أو تفريطًا!
بل لأنني أدركت يقينًا أن كلمة ” يا رب ” لا يصلُح معها تعلُّقًا أو أنتظارًا مِن مَن هو دون خالق الأسباب ومُصرِّفها ومُجريها ومُدبرها ومُرسلها،
ومانعها إذا أراد..
وإن كُنت أزعُم أنني وصلت إلى هذه المرحلة من التجرُّد فالله أسأله الثبات وعدم الإلتفات.