آية عبده أحمد
مدهشٌ كيف تتحول الأشياء من عادية إلى مُبهرة حين نتشاركها مع أحبابنا؟!
حتى كوب الشاي لا أعلم كيف أصبح ساحرًا لهذا الحد؟
والأهم كيف نقنع الزمن أن يتناسانا ويتركنا محبوسين في اللحظات السعيدة؟
يسرقنا شريط الذكريات إلى ذلك الشجار الذي حدث أمامنا، حيث كان الأمر أشبه بفيلم كوميدي، رغم أصواتهما العالية، ومحاولاتهما لضرب بعضهما لولا تدخّل الناس من حولهما، ثم انتهى كل هذا في دقائق بكوبين من الشاي فقط، هكذا وبهذه البساطة!
تسألني كيف حالي في الحرب؟
إنها كارثة، أتعي ماهية أن تنام مطمئنًا، وتستيقظ لتجد نفسك وسط الدمار، وأحداث متتالية لا تمهلك كثيرًا كي تستوعبها.
الفوضى تعمّ جميع الأرجاء هنا، والرعب أصبح مُعتادًا فأثقل القلوب بشكل مريب، والحزن أمسى رفيق كل المتواجدين في هذه البلاد، رغم محاولات التناسي والتخطي الفاشلة.
في قلب كل هذا، ما زلت أنتَ ثابتًا بقلبي، وطفلي الأول الذي أخاف عليه من نسمات الهواء، وصديقي الوحيد الذي أشاركه حزني وبؤسي وتعبي وفرحي وهمومي، ورجُلي الذي لطالما تساءلت بيني وبين نفسي:
“تُرى من أيّ رواية هرب؟”.
عجزتُ أن أجد طريقة مناسبة؛ لأخبرك بأنك بطل حكاياتي، لولا الحرب لخططنا لجلسة شاي نجمع فيها الرفاق، أو ربما كنا في وقت كهذا نتبادل الرسائل؛ لنُرتّب للقاءٍ نحكي فيه عن خططنا المستقبلية، وذكريات الماضي، ثم ككُل مرّة يسرقنا الوقت، حين ننتبه نضحك سويًّا ونطلب كوبين من الشاي.