مع تسارع الأزمات الاقتصادية والسياسية والعسكرية حول العالم يبدو أن حرباً كونية جديدة تقترب.
عام 2030 بات يُنظر إليه كمحطة مفصلية : إما انهيار شامل أو إعادة رسم جذرية لخريطة القوى. في هذا التحليل ، نستعرض سيناريوهات إندلاع الحرب العالمية الثالثة بناءً على البؤر الساخنة في العالم.
لماذا 2030 بالذات؟
اختيار 2030 كان مبني على عدة عوامل تحليلية :
1. تراكم الأزمات العالمية
الاقتصاد ، المناخ ، التسلح النووي ، وانقسام التحالفات الدولية كلها ماشية بمنحنى تصاعدي حاد، وكثير من المحللين شايفين إن العالم مش هيستحمل الضغوط دي بعد 2028 – 2029 ، فـ 2030 تبان كأنها لحظة الانفجار المنطقي.
2. خطط الدول الكبرى
كثير من استراتيجيات أمريكا ، الصين ، وروسيا (خصوصًا تحديث الترسانة النووية والأسلحة السيبرانية) محددة للإنجاز بحلول 2027 – 2030. يعني، بيجهزوا لمواجهة كبيرة في الأفق ده.
3. توقعات مراكز أبحاث
مثلاً بعض مراكز الدراسات زي RAND وAtlantic Council عملوا سيناريوهات عن صدامات عسكرية كبرى في العقد اللي بين 2025 و2035 ، وحددوا 2030 كنقطة محورية للتحولات الكبرى.
4. رمزية 2030
كمان 2030 نفسها بقت سنة رمزية للعالم كله .. خطط التنمية ( زي رؤية السعودية 2030)، أهداف الأمم المتحدة ، خطط الصين لتزعم الاقتصاد العالمي .. كله بيحط رهاناته الكبيرة على 2030 ، ومع الضغط ده ، الإنفجار وارد جداً.
يعني مش كان مجرد تاريخ عشوائي ، كان مبني على قراءة التوترات وسرعة تصاعدها ، وكأن العالم بيجهز نفسه – من غير ما يقصد – لنقطة لا عودة حوالين التاريخ ده.
السيناريو الأول : صراع تايوان – الصين
– الصين تعتبر تايوان قضية سيادية غير قابلة للنقاش.
– بحلول 2030 ، قد تجد الصين أن فرصتها الإستراتيجية قد حانت لغزو الجزيرة.
– تدخل عسكري أمريكي مع دعم من اليابان وأستراليا.
– يتحول النزاع الإقليمي إلى مواجهة عالمية بين الشرق والغرب.
السيناريو الثاني : تمدد الحرب الأوكرانية – شرارة أوروبا
– الحرب الروسية الأوكرانية تتحول من نزاع إقليمي إلى حرب أوروبية شاملة.
– روسيا قد تتجه لمهاجمة دول البلطيق أو بولندا حال انتصارها في أوكرانيا.
– دخول الناتو في الحرب بناءً على ميثاقه الدفاعي.
– إشتباك عسكري شامل على الأراضي الأوروبية قد يعيد مشاهد الحرب العالمية الثانية بحلة أكثر تدميراً.
السيناريو الثالث : الحرب الكبرى في الشرق الأوسط – إيران ضد إسرائيل واحدة من أخطر نقاط الاشتعال المحتملة.
برنامج إيران النووي : رغم الضغوط الدولية ، تواصل إيران تقدمها نحو تطوير سلاح نووي فعال.
الخط الأحمر الإسرائيلي : إسرائيل تعتبر امتلاك إيران للسلاح النووي تهديدًا وجوديًا لا يمكن السماح به.
كيف قد تندلع الحرب؟
تقوم إسرائيل بشن ضربة جوية استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية ( على غرار عملية أوبرا 1981 ضد العراق).
إيران ترد عبر إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل واستهداف قواعد أمريكية بالمنطقة.
حزب الله يفتح جبهة في الشمال ، مع دعم الحوثيين في الجنوب وميليشيات عراقية تستهدف القوات الأمريكية.
تدخل أمريكي واسع لدعم إسرائيل ، مقابل دعم روسي – صيني لإيران ضمنيًا أو عسكريًا في الكواليس.
خطورة السيناريو ؟
انزلاق الحرب إلى مواجهة إقليمية شاملة تمتد من الخليج إلى شرق المتوسط.
تهديد الملاحة الدولية في مضيق هرمز ، مما قد يضرب الإقتصاد العالمي بشدة.
تصعيد نووي محتمَل حال إحساس أي طرف بالهزيمة الساحقة.
السيناريو الرابع : استفزاز كوريا الشمالية
تجارب نووية متزايدة وتحركات عسكرية استفزازية من بيونغ يانغ.
هجوم محتمل على كوريا الجنوبية أو اليابان يدفع أمريكا للتدخل.
الصين قد تجد نفسها مضطرة لدعم حليفتها كوريا الشمالية ، مما يوسع رقعة النزاع.
العالم يقف اليوم على شفير حرب لا تشبه أي حرب مضت
كل سيناريو محتمل يحمل بذور دمار شامل ، سواء أكان الانفجار من آسيا ، أو أوروبا ، أو الشرق الأوسط.
سنة 2030 قد لا تكون مجرد عام آخر في التاريخ ، بل نقطة التحول الكبرى التي ترسم نهاية نظام وبداية آخر ، بثمن فادح من الدماء والدمار.