ابداعات

مُجريات القصيدة

 

إسماعيل السيد 

 

في زاوية ما،

راوغني الشوق إليك،

واختصر المسافة،

وعاتبني بعنف،

لأنني لم أصل في الموعد،

فخذلته، وتهت عن الموعد،

فقد ضعت في ثنايا المسافة.

 

في زاوية ما،

هناك خريطة بلا مفاتيح،

تسكنها أطياف كالسراب،

تتكلم بلا عتاب،

وتصفح دون عقاب،

الطرق عنيف على الباب،

فضاع المفتاح،

وضاع معه الجواب.

 

في زاوية ما،

هناك شخص في انتظارك،

يتحيّن الفرص الشحيحة لالتقاطك،

يضمك بشدة،

وينفض عنك غبار السفر.

ألا تحلم بتجدد العمر،

وتغيير المحراب وأعمدة المقر؟

حُشرتَ في الزاوية، فأين المفر؟

 

في زاوية ما،

حقول أضناها العطش،

وبذور تشققت صفحات وجوهها،

ونوارس تبحث ماء تبخر،

وقصائد عشق مبتورة،

وأحلام تنتظر رذاذ المطر،

وأنا بين هذا وذاك،

لا أزال أنتظر.

 

في زاوية ما،

بشائر المطر آتية،

وشذى الرائحة لفّ المكان،

وجحافل النمل تنظم صفوفها لتحتفل،

والبيادر تتجمل،

وتفتح أحضانها،

فلا بد للفرح أن يكتمل.

 

في زاوية ما،

زغردت الريح، فنكأت مواطن الوجع،

وعلا النشيد من أفواه الصبية،

أركان الكون تجمعت في بؤرة العشق الحامي،

وتزلزلت عروش البغي الدامي،

وتباعدت المرايا لتعكس وجوها جديدة،

فالمولود جديد،

في ثوب جديد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!