بقلم/ نـدى سُليمان
دَعْ غُرورك !
واترك السَّعي لظهورك
لستَ مِّمن طال أملُه
فاترك الأحمال لغيرِك
إنَّكَ إن تسعى لتُذكر
أو ليُكتب فيك سُطُور
كُنتَ مِمن خابَ سعيُه
أبلَى حَسَنًا، دونْ أُجور
تلك دُنيا..
لا مجال للخُلدِ فيها
تبلغ الآمال مداها
بالقُلوب،
تحفُر الاقدام خُطاها
للخُلود
عِش ما شئتَ، دار فناء
فَنيَ غيرُك، لست وحدك
حتى أنظر للفضاء!
تسبحُ الأروح صعودًا بالسماء
أمعِنوا الانظار ستجدوا
الجميع راحلون
ذاك إنسانٌ يُحاول
غَابَ عنهُ
كل ما يهواه قلبُه
أمسى يـهجُر
كل مَن يدنو لقُربِه
لم يعُد للوعدِ معنى
لم يعُد يُغريهِ قربٌ
فالجميع راحلون
دُنيا تبقى أو تزول
حُزن يأتي أو سرور
زال بريق السعي حولي
لم يعد يُحزن قدوم
يأس قلبي..
حين تغرُب
شمس أملي أو تدور
ليس يبقى أو يُعمَّر
إنه مُجرد شُعور
كلها فترات سترحل
فالجميع راحلون
ذات يومٍ كان حولي جَمْعُ واسع
والضجيج يملئ فراغ الفقد فينا
والعيون تُرسل حنينَ
والقلوب تحوي الأنينَ
بالخطاوي سابقينَ
للسرور
دَقَّ إنذارُ الرحيل
غابوا جمعًا
غبتُ وحدي
رحلوا طوعًا،
رحلوا عَنوة
كُلها أضداد لمعنى
ليس يُخطِئ
والنهاية لا تفرِّق
بين مستئنس وفردٌ
يُسدلُ الليلُ ستارهُ على الوحيد
حين يأتي الحُزن يرحل كل صاحب
الجميع حزموا الحقائب
وأشرقوا بأراضي حلَّ السَّعدُ فيها
كُتِبَ فوقَ تراب خُطاهم
الجميع راحلون.