بقلم – جلال الدين محمد
“حقًا! أنت من مصر؟! لقد زرت بلادكم من قبل، لديكم الكثير من الآثار الرائعة”. مرحبًا يا رفاق هذا صديقكم عامر من جديد، المحادثة السابقة أصبحت أمرًا معتادًا بالنسبة لي منذ انتقلت حياتي إلى “لندن”، فكما ترون أنا الفرعون المهاجر لمدينة الضباب.
“عامر بإمكانه أن يكون مُرشدًا للأطفال في زيارتهم للمتحف، سوف يعرفهم على حضارة بلاده”. حسنًا، هذا الجزء غير معتاد، لم يورطني أحد بهذا الشكل من قبل، صحيح أني مصري لكني لا أعرف عن الحضارة المصرية القديمة سوى أن هؤلاء القوم بنوا ثلاثة أهرامات في الجيزة.
تبًا لهذه المرأة، أنا اكرهها الآن أكثر من أجدادها الذين سرقوا الآثار المصرية وأتوا بها إلى “لندن”، كنت على وشك الاعجاب بها، ضيعت على نفسها عريسًا ممتازًا، على الأقل هذا رأي أمي أنا أكثر العرسان امتيازًا في نظرها.
وهكذا قضيت ساعتين كل يوم بعد نهاية دوامي، أحاول مذاكرة ما يوجد في المتحف من آثار مصرية لكي أتمكن من النجاة أمام الأطفال الفضوليين. هل تصدقوا أن العم عبد القادر لديه قصة تبدو مثيرة في نظري أكثر من هذا كله؟!
دعونا نعود لشهر رمضان من عام 2006، تورطت أنا ومعاذ في مساعدة العم عبد القادر ليشتري مستلزمات رمضان، لم يكن الأمر معقدًا وقتها كما هو الحال في مصر اليوم، على الأقل لم يكن هناك أي شيء بالبستاشيو.
وبينما نشتري القطايف، مرت أمامنا حافلة تنقل السياح إلى المتحف المصري حيث الكثير من الآثار الفرعونية، وهنا نظر العم عبد القادر نظرة ذات مغزي، قبل أن تأتي القصة التي سوف نتسلى بها لنهاية الطريق، هل تعرفون يا أطفال أن القطايف أضاعت كنز أحد الملوك المصريين القدماء؟
نظرنا أنا ومعاذ لبعضنا البعض، ثم إلى الرجل في بلاهة، ولكنه تابع بثقته المعهودة، أتى حلواني من مصر القديمة للملك المصري الشهير الذي ينتمي للأسرة العاشرة، اسمه على الأرجح “مرن بتاح” ووضع أمامه نوع جديد من الحلوى كان القطايف.
ما كان يدور في ذهني إذا كان هناك أي شخص يُسمى “مرن بتاح”، وإن وجد هل ينتمي لتلك الأسرة بالفعل أم أنه من عائلة أخرى؟! وهل هو فعلاً من مصر القديمة أم يسكن في منطقة القلعة؟! أنعم وأكرم على أي حال، تشرفنا بالسيد “مرن بتاح”، والحلواني الخاص به.
تابع العم عبد القادر قصته، بأن الملك كان عائدًا من أحد غزواته مُحملًا بالكنوز، ثم طلب القطايف التي لم يكن يستغنى عنها، وهنا وضع له أحد اللصوص المكسرات بداخلها، فانبهر بها هو وحراسه وانشغلوا بأكلها مما مكن اللصوص من سرقة الكنز.
كل هذا حدث بسبب القطايف بالمكسرات، سبحان الله، قبل تلك القصة كنت أظنها تُسبب تسوس الأسنان وزيادة الوزن فقط، وبعض التخمة بعد تناولها في نهاية وجبة الإفطار في رمضان.
هل هذا يوم حظي؟ وصلتني رسالة اليوم أن زيارة الأطفال للمتحف تم إلغائها بسبب سوء الأحوال الجوية، الآن يمكن لحفيد الفراعنة مشاهدة مسلسله المفضل في عطلة نهاية الأسبوع في سلام.