إسماعيل السيد
لقد حلمتُ بالأمس.
كان هناك شلال، كان لونه مائيًّا،
لم يحمرّ أبدًا.
شاردٌ في مصبّه، لم يُعكّر حزنه دمٌ أبدًا.
كانت هناك أشجار تتعانق،
وتنفك باستمرار،
كأنها تُجرّب الجهة الأصلح،
الضلع الأصلح،
الفرع الأصلح.
لقد حلمتُ بالرصاصة، تثقب اللوحة التي رُسم عليها الشلال،
والأشجار المتعانقة.
ولكن لم تنزف اللوحة، فقط شعرت بالحزن.
انحرف تدفق الشلال قليلاً،
انفصلت الأشجار إلى الأبد.
حلمتُ بالرسام، أسفل اللوحة،
أصابته الرصاصة الأخيرة.
تدفق الماء من اللوحة،
جرف الرسام، والرصاصة، واللون الأحمر.
طفت الأشجار المتعانقة على جسد الرسام.
حلمتُ بأنني الرسام،
وأنتِ اللوحة الأليفة،
تلك التي لم تزعجها الرصاصة، ولا الجثة،
لكنها ضمّدت كلَينا.
ربما، يومًا، يُعاد تدوير الوطن،
تتّسع سماؤه لامتداد الجُدُر فينا،
ويُقسَّم التاريخ عدلًا، تبعًا لصفحات الحصاد.
ربما يلتفت الصمّ لطنين النحل،
ويخشى الموتى لدغاته…
ربما.