آية عبده أحمد
في تلك المرة استوقفني التفرّد، وسيطر عليّ الانبهار بالكامل، لم أكن أعرف من قبل أن النوارس يمكن أن تكون على هيئة إنسان، أجل لقد كان نورسًا!
كعادة النوارس وطبعها الذي يجعلنا ننفر منها، فهي تهوى الرحيل، ونحنُ حين نتعلّق بها تظل قلوبنا رهن إشارة تُلمّح لنا بأنها ستعود، وحينها تتكاسل عقارب الساعة، ونُلسَع نحنُ بذلك السُّم الذي يدعى “الانتظار”.
في حضرته يهدأ البحر، حتى أن أمواجه تُصبح ساحرة للغاية، أما أنا فيأخذني في موعد بين الغيوم، ثم نعود مرة أخرى إلى حيث كُنّا، وبالصدفة تلتقي عينانا، فيتوقف العالم لوهلة، ويرتبك كلانا ثم نبتسم طوعًا.
هذه المرة سأتمرّد، كما اعتدتُ أن أفعل دومًا، سأتناسى وأجلسُ بعيدًا بهدوء، وأُجبر قلبي أن ينصاع لي، وأسيطر على نبضاته، وكما حالت بيننا المسافات الطويلة، حتمًا سوف تتبدّد المشاعر، وداعًا وهذا آخر حرف أكتبه عنك.