ابداعات

بقايا نجاه

 

آلاء شعبان 

 

هل النجاة تعني أننا تعافينا بالكامل ؟

أم أن ما عشناه مازال يتحدث داخلنا بصمت ؟

في كل ليلة، حين أضع رأسي على وسادتي لا يأتيني النوم، بل تأتي الذكريات

ذكرى فقد، أو خذلان، أو ضياع حلم في وسط الطريق

أدركت متأخراً أن كل شخصٍ مر في حياتي ترك أثراً لا يمحى، ندبة لا تشفى

 

كلما شفي جرح جاء آخر ليعيد فتحه وألمه ويتركه ينزف ويغادر

كلما تخطيت أحد “الأصدقاء السامّين”، ظهر آخر، يبث سمه في جرحٍ قديم… إلى أن أعتاد عليه، وأبني معه ذكريات وأحلام، ثم… يغدر، فأعود لنقطة الألم من جديد

 

أصبحت روحي هشّة، وقلبي لم يعد يحتمل خذلانًا آخر

كنت أُجيد التماسك، أبتسم رغم الانكسار، وأبني مجددًا رغم الهدم… لكن تكرار الخذلان يُتعب القلب.

 

تعلمت أن بعض العلاقات كالأشواك؛ تبدو جميلة من بعيد، لكنها تُجرحنا حين نقترب.

ومع الوقت، لم أعد أحتمل.

أصبحت الوحدة ملاذًا، أكثر رحمة، أُشارك نفسي الأحلام، وأرسم مستقبلي بمفردي، وأتوكأ على الله، فهو لا يغدر

 

كل من مروا في حياتي تركوا ندبةً لا أظن أن أحدًا قادر على مداواتها.

أعيش وكأن شيئًا لم يحدث، أبتسم، أتكلم، أتحرك… لكن قلبي ينساق، رغمًا عني، لأول لحظة وجع، لأول ذكرى، لأول ضحكة جمعتنا.

 

عشت، نجوت، تخطيت، أكملت… لكن بداخلي تغيّر

أكملت وكأن شيئًا لم يحدث، لكن روحي ما تزال عالقة، كأنها قطعة قماش تمزقت وتعلّقت في براثن الزمن، ولا أحد قادر على إنتشالها.

لا أقول إنني أصبحت قوية، ولا أن كل ما حدث لم يؤثر بي، لكنني لست كما كنت.

وربما هذه الصلابة الجديدة نوعٌ آخر من القوة

 

أنا لا أحتاج إلى النسيان فقط، بل إلى من يعامل آثار ما مررت به بلطف، لا بشفقة.

نعم، نجوت… لكن ما عشته لا يزال يعيش بداخلي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!