بقلم : ندى يحيى
في هذه الليلة بالذات، سمعت صرخة قلبي لأول مرة منذ سبع سنوات. كلما سقطت في الفخ ذاته، تركت خلفي طبقة جديدة من رماد الصرخات القديمة، حتى لم يبقَ من قلبي سوى أشلاء تُذكرني بما مضى.
ليس سهلًا أن تواجه عيون من كانوا سببًا في وخزاتك، أن ترى القسوة تتجسّد بلا ندم، هل فقدوا إنسانيتهم إلى هذا الحد، أم أنني أنا من سهّلت عليهم عبء الذنب حين أخفيت جرحي بابتسامة؟ ضحكت على الألم حتى صدّقوا أنني لا أتألم.
أعرف أن الجراح لا تُشفى بكلمة آسف، لكن كيف يعود القلب طاهرًا كما كان في يومه الأول؟
ما أصعب أن تسامح ثم تُطعَن، أن تعود فتسامح ثم تُطعَن من اليد نفسها مئة مرة. فهل الغفران يبدأ من الآخرين أم من أنفسنا؟ جرّبت الحيلتين، ومع ذلك ما زلت عالقة في المنتصف، أُقنع نفسي كل مرة أنه تغيّر، أنه أخيرًا أدرك قيمتي، لكنه لا يلبث أن يكرر ذات الجرح.
وحين أقف أمام المرآة، أجدني أسأل: هل كان كل هذا يستحق؟
أمدّ يدي إلى قلبي، أتحسس نبضه، بقاياه، هيئته فأدرك أنني ما زلت أحمله رغم كل الخسارات.
ورغم كل ما كُسر في داخلي، ما زلت أؤمن أن القلب حتى وهو مثقل بالندوب، قادر على النبض من جديد ربما أبطأ، ربما بحذر، لكنه لا يتوقف عن البحث عن لحظة تشبه سلام يومه الأول.