ابداعات

لا تَمُتْ

إسماعيل السيد 

 

التاجرُ اليهودي 

يعرفُ كيف يسرقُ زيتونكَ لتجوعَ

ويُقرضُكَ ليعودَ ويأخُذَ منكَ الحقلٍ والبيتَ والمسجدَ،

يشتري البئرَ من عثمان ويبيعُ الأسلحةَ للخزرجِ والأوسِ،

يزرعُ أشجار (الغرقد) بأيادٍ عربيّةٍ،

الماكرُ يبتاعُ القنوات جميعًا ..يحتكرُ كُلَّ الفقراتِ الإعلانيّةِ ويسوّقُ لبضاعته وحده..

ويُزيلُ خبرَ وفاتِكَ من نشراتِ الأخبارِ

 

 موتُكَ لا يعني العالمَ في شيءٍ يا صغيري

سوى قصّةٍ استبدلها الشعراءُ وانصرفوا لأسرَّةِ مُلهماتِهم

 

الشعراءُ أبواقٌ مثقوبةٌ لا تصلحُ لنفيرِ الحربِ،

_الموتُ أصدق من المجازِ دومًا_

 

العالمُ رجلٌ أصمُّ

 

الحجارةُ لُغَةٌ ملائمةٌ ليراها العالمُ دون ترجمةٍ..

نقذفُها لنُعيدَ بناءَ ما تهدّمَ من الوطنِ

“تلك ستكونُ لُعبتَكَ الأولى..فتعلّم”

 

السماءُ تعرفُ كيف تُغيّرُ لونَها للأحمرِ عند الحربِ،

تعرفُ كيف تُمطرُ فوق القبرِ كي يُنبتَ زيتونًا

 

العربُ قد (ولُّوا قِبلةً أُخرى يرضونها)

موتُكَ لا يعني أحدًا إلّاكَ

 

وأنا لم أرك إلّا عبر الشاشةِ كي أكتُبَ عنك..

لا أملِكُ عينيكَ لأرى موتًا لا يظهرُ في الشاشاتِ

 

“لا تَمُتْ الآن”

وتعلّم أن تُصبحَ حطّابًا يقطعُ أشجارَ (الغرقدِ)

ويجيدُ لَعِبَ الغُمّيضةِ

وقتلَ المُرابيّ العجوز.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!