منة اللّٰه عتمان
وهل نحن في حقيقتنا، إلا محاولات مستمرة للصمود؟
نقاوم كي لا نغرق، لا لأننا أقوياء، بل لأن الغرق لا خيار فيه، نُجابه الخوف بألف قناع، نسايره، نهادنه، نبتسم في وجهه رغم ارتجافنا من الداخل، لا نريده أن يرحل، فنحن نفهمه، نعرفه، اعتدناه لكننا فقط نرجو منه لحظة هدنة.
نرجوه أن يهدأ، أن يسمح لنا ببرهة بلا قتال، بلا حسابات، بلا وجع يتسلل بين الضلوع كالخناجر السامة التي لا تخرج إلا بالخلاص، نريد أن نصمت، لا لأننا فقدنا الصوت، بل لأن الضجيج في الداخل بات أعلى من أي كلام.
نريد أن نُطفئ النار في صدورنا دون أن نخسر ما تبقى من رماد الأمل المتناثر على أرض الخوف، نستمر في المحاولة تارة والاستسلام تاراتٍ عديدة، ولكن نعاود أدراجنا لدخول حرب جديدة باسمٍ جديد وشكلٍ آخر.
كلنا، بطريقة ما، نحمل شيئًا نحاول أن لا يسحقنا،
نقاوم لنعيش، لا لأننا لا نخاف، بل لأن الحياة رغم كل شيء تستحق المحاولة، نواجه الخوف، لا كأعداء، بل نرجوه صداقة مؤقتة،
لا نطلب الكثير، فقط لحظة واحدة نضع فيها السلاح، دون أن نشعر بالهزيمة، لحظة بلا خوف، بلا أفكار تسرق النوم، بلا ثقل يسكن القلب،
نريد أن نتنفس بعمق، دون أن نشعر أن هذا الشهيق هو إعلان حرب جديدة،نحن لا نخاف النهاية، نحن فقط نشتاق إلى قليلٍ من السلام في منتصف الحرب.