ابداعات

..خلف ورقات الشجر

 

 

✍️ بقلم/ انتصار عمار 

 

سأرحل إلى أرضٍ، لا تزورها شمسُك، وإلى سماٍء لا يسكنها قمرك، سمٍاء لا يقطر أعينها 

مطر، وإلى طبيعةٍ، هجرتها فصول السنة.

 

 

فلا يحط رحاله فيها صيفٌ، ولا خريفٌ، ولا شتاءٌ، ولا ربيع، 

و إلى أنفاس لا تنطق باسمك، ودواوين شعرٍ، أسطرها خالية من أحرف الهوى.

 

 

وزمنٍ لا يحوي دفاتر العاشقين، وليلٍ لا يُخبيء خلف ستاره، 

أدمعهم، وبحرٍ خالٍ من الأمواج، من الحياة، لا تغتسل فيه الشمس كل نهار.

 

 

و بحرٍ لا يحمل سفن الهوى، المسافرة عبر قارات الجوى، 

سأرحل إلى أملٍ، لا يحوي ألمًا، ودمعٍ لا يخطه وجعٌ، وحياةٍ غابت فيها الأنفاس.

 

 

وهربت خلف لحظ عينٍ، أنهكه طول الانتظار، إلى دربٍ لا تترامى على أرصفته دموع الورد، وإلى مطرٍ لا يقرع نوافذ الحياة.

 

 

وبستان زهرٍ لا تحمل أزهاره بين وريقاتها، عطرك، وبيت شعرٍ يفتقد القافية، وقصائد لا تحمل توقيعك، ورسائل نسجت من خيوط الضباب.

 

 

وصباحٍ لا يُوقظ فيه الندى أعين الزهر، و إلى زمنٍ لا يغلق صناديقه على قصائد نزار، ورسائل مي، إلى دربٍ مهجور، يتوه فيه ساعي البريد، ولا يصل.

 

 

وسأهرب من ذاتي، من مدني، من هواك، وأنأى بعيدًا، لأرضٍ لا تخشى لقياك، إلى بلادٍ لا تتجرع نبيذ العشق، ولا يحرق جسدها لهيبه.

 

 

لمدنٍ رحل فيها الشوق، ونُفي منها الحنين، إلى درج سلمٍ وسط النجوم، في عنان السماء، 

وبين صفحات الغيوم.

 

 

أتلاشى بين طيات السحب، وتتساقط عبراتي، كسيلٍ، 

يُغرق بيت القصيد، ويكتسح أعمدة الهوى.

 

 

وأنزع عني جلدتي، وأجوب شوارع الزمان، بلا هوية، بلا خطى، وأتوه بين الطرقات، وأفقد كل ذاكرتي، إلا منك.

 

 

فأعود، وأبكي حالي بعد الغياب، 

وأرحل منك داخلك، كمطرٍ

يختبيء خلف ورقات الشجر. كدمع صبرٍ يشكو في الليالي القمر. كسؤال يجهل الجواب، وأرضٍ لا تكون دون سماء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!