أسماء وليد الجرايحي
كانت هناك أقلام متعددة، ومتفرقة، ومختلفة الأصناف، والضروب كانت متنوعة ما بين أخضر، وأبيض وأسودٍ وأحمر…
ومع كل ذاك التشعب إلا أنها كانت منسجمة، ومتحدة في ذاتها يكسوها الاسقرار، والدفء، والتودد بينها…
وما هي إلا دقائق معدودة حتى أُدمج عليها لون تعلوه الزرقة التى دائما ما توحي بالمودة والرفق…
وفي تلك اللحظة بدأ ذاك اللون بالنظر لتلك التآلف والسكينة وكيف هي ذالك مع الاختلاف والتعدد في تلك الأصناف…
وما أن أغمض عينيه إلا والجميع وقع متهشمًا على أرضية الغرفة…
نظرت الطفلة التى كانت تمتلك هذه الأقلام بحسرة… وتآسف لترى عند باب الغرفة حطام ألوان مندمجة مع بعضها كيف فعلت كل تلك المعاناة بسبر إدماج لونٍ فريد كان يغلب عليها بأن انسجامه سيؤدي إلى نوع مبتكرٍ لتلك الصفات…
ولكن لم تدرك بأن ليس كل ما يبدو عليه سمات فاتنة هو كذالك بالفعل… وما أن أدركت تلك القاعدة إلا أخذت في انتزاع تلك اللون…ولكن على ما يتضح أن ذاك الإدراك جاء في زمان متأخر .