كتبت / مريم مصطفى
أثارت واقعة مؤلمة في محافظة الدقهلية موجة واسعة من الغضب بعد محاولة طفلة في الثامنة من عمرها إنهاء حياتها داخل مدرستها، إثر تعرضها لسلسلة من الاعتداءات والتنمر من زميلاتها، في ظل غياب أي إجراءات رادعة من إدارة المدرسة أو الجهات المسؤولة.
وتكشف تفاصيل الحادثة خطورة ما قد يواجهه الأطفال داخل المؤسسات التعليمية عندما يغيب التدخل المبكر والحماية اللازمة.
طفلة تواجه التنمّر بمفردها
تعود القصة إلى حور محمد فتوح بدران، البالغة من العمر 8 سنوات، والطالبة بالصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس الرسمية بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية.
بدأت معاناتها بتعليقاتٍ جارحة تتعلق بلون بشرتها الداكن، وشعرها المجعّد، ونظارتها الطبية، قبل أن تتحول هذه الإهانات إلى اعتداءات جسدية متكررة من بعض زميلاتها.
شكاوى الأهل بلا استجابة
وبحسب أسرة الطفلة، فقد تقدّمت والدتها بعدة شكاوى إلى إدارة المدرسة، وشاركت تفاصيل ما تتعرض له ابنتها عبر مجموعات أولياء الأمور، إلا أن أيًا من هذه التحركات لم يلق استجابة.
هذا التجاهل شجّع المعتديات على الاستمرار وزاد من حدة الاعتداءات، خصوصًا بعدما حاولت حور الدفاع عن نفسها.
اعتداءات تتصاعد داخل المدرسة
الأحداث تطورت بشكل خطر حين أحضرت إحدى الطالبات شقيقها الأكبر للاعتداء على حور داخل المدرسة، ثم تبعت ذلك مجموعة أخرى من الطالبات اللاتي استعنَّ بإخوتهم من المرحلة الإعدادية، حيث اعتدوا عليها بالضرب وكسروا نظارتها.
إلى جانب ذلك، حرّضت الفتيات زميلاتهن على مقاطعتها وعدم اللعب معها أو مشاركتها أي نشاط، مهدِّدات كل من يقترب منها بالعقاب.
محاولة انتحار تهز المدرسة
تسببت الضغوط النفسية المتراكمة في شعور الطفلة بالقهر والعجز، مما دفعها إلى محاولة إنهاء حياتها بالقفز من نافذة الفصل.
لكن معلمة الفصل تمكنت من إنقاذها في اللحظات الأخيرة، لتنقذ حياة طفلة وصلت لمرحلة خطيرة بسبب غياب الردع والإشراف.
شكاوى للوزارة وخط نجدة الطفل دون تحرك
قدّم أهل الطفلة عدة شكاوى إلى وزارة التربية والتعليم وخط نجدة الطفل (16000)، غير أن الأسرة تؤكد أن أي جهة لم تتخذ حتى الآن خطوة واضحة لحمايتها أو لمعاقبة المتسببين.
وباتت حور تمتنع عن الذهاب إلى المدرسة منذ أكثر من أسبوع نتيجة الخوف الشديد والتدهور النفسي الذي تعانيه.
من يحمي الأطفال؟
تطرح هذه الواقعة سؤالًا ملحًا حول دور المؤسسات التعليمية والجهات الرسمية في حماية الأطفال من العنف المدرسي، وضمان بيئة آمنة تحترم حقوقهم وتدعم صحتهم النفسية.
وتطالب الأسرة بتدخل عاجل يعيد لابنتهم حقها في التعليم والأمان، ويضع حدًا للتجاوزات التي تعرّضت لها دون محاسبة.




