ابداعات

وكيف أتجاهل؟

 

بقلم – جلال الدين محمد 

 

شعور سيء ذلك الذي ينتابك حين تُبنى الحواجز بينك وبين عزيز عليك، فلا يجمعكم الحديث المعتاد، لا تتشاركون أدق تفاصيل اليوم، ولا تُدون بينكما ذكريات جديدة، بل تشك حتى في حقيقة ما عشته معه يومًا ما.

 

يحل الغضب محل المودة، والصراخ محل الضحك. تزداد القسوة حين يخرج من فم ذلك العزيز طلقات نارية في صورة كلمات تشوي نفسك وتكوي كرامتك، فلا ترى سوى أسنانك وهي تمزقه ألف مرة ومرة.

 

لا يمكنك الذهاب إليه الآن والحديث معه ببساطة؛ إذ عليك الحصول على جواز مرور من الكبرياء والغرور وما تشعر به من جروح حتى تبلغه. اجتمعت كلها معًا لتفرض أمرًا واقعًا فيه لابد أن يأتي هو إليك ولا تستطيع التحرك تجاهه أبدًا.

 

ولكن المسؤولية أو الواجب أو حتى الشعور بالحرج حين ترتبطان بنفس المصير، فيكون ذلك العزيز أخ أو ابن أو أكثر من صديق، فتراه في موقف لا ينجيه منه سواك. تعرف أنه لن يقر بفضلك حتى لو تدخلت، ولكنك تفعلها على أي حال، فما باليد حيلة. فالرجل الحقيقي يؤدي ما عليه من مسؤولية، يفعلها حتى وهو يعلم علم اليقين أنه لن يُشكر على ذلك.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!