بقلم- جلال الدين محمد:-
سمعت أمي ذات مرة في طفولتي، وهي تصف أحد أبطال المسلسل المذاع على التلفاز بأنه قلبه حجر، كناية عن القسوة التي اظهرتها شخصية الممثل في أحداث القصة التي يلعبها.
واليوم راودني تساؤلًا، هذا القلب ينبض بالحياة يضخ مع الدم في العروق كل أشكال الحب، يمنحك المشاعر التي تجعل منك إنسانًا لا آلة، وبفضله تستمتع بنسمة هواء عليل، وتتذكر فيضًا من الذكريات مع رائحة معينة، أو تسمع الحنين في الأصوات حين تُداعب أذنك.
كيف يمكن لهذا الساحر أن ينطفئ النور بين عروقه، فيضخ ظلامًا دامسًا يجعلك قاتلًا أو سارقًا، كاذبًا أو مُحتالًا؟! بأي منطق لا تتحرك عاطفتك تجاه ضحكات الأطفال، أو دفء ذكريات الكبار، ولا تبصر مشاعر الحب التي تحملها جدران منزل أو مقهى؟!
القسوة كالنبتة لها ماء خبيث يسقيها، جانب الشر بداخلك إذا غلب الخير، أو قسوة سلبتك منك البراءة في طفولتك، أو حقد على من ظلمك يومًا. لكن المثير في القلب أنه مهمًا أصابته الجراح فهو قادر على أن يلمع، والقرار لك لمن تريد أن تنتصر؟ للنور الذي هو عليه فطرتك أم الظلام الدخيل عليك؟!