لجين سامح
في جنبات قلبي،
هناك مشاعر تقطن في الزاوية،
في الركن البعيد،
جوار غرفة الوقت
تبكي أحيانًا،
تذرع جسدي جيئة وإيابًا،
تركل معدتي تارة،
والأخرى تعبث برأسي،
وتضرب النواقيس
لكنها..
لم تكن إلا مقعدًا فارغًا،
مقعدًا هجره الغد
والتوى بالأمس
دقت فيه مسامير الحب،
حتى خُلع،
تزعزع،
صار بلا أقدام..
يتعلق أحيانًا بنافذة أمل،
لكنه يُفلت في النهاية
إلى القاع
يُفلت
بلا وداع
إلى أن جاء اليوم الذي تحدثت فيه مشاعري أخيرًا -المقعد- :
لم أكن أريد سوى بعض الحب،
بعض الأمل،
بعض الحياة أو حتى أشباهها،
مقت الهجر
مقت الخوف
الكذب والخداع
واللحظة التي أسقط فيها من النافذة،
لأنني كنت أتعلق بقشة
بحبل أذابه الأعوام
مقتُّ اليوم الذي يضيع في حقول الغد،
والأمس الذي يمسك بتلابيبي ويغرقني في اليأس،
مقت اللحظة التي نظرت فيها نحو المرآة،
ووجدت مقعدًا بلا أرجل،
بلا أذرع
بلا سيقان
لذا قررت أن أصبح مطرقة،
التي تدك الأحلام
التي تعصر الأيام
والتي تتناول عصيدة الغضب على الغذاء
لذا قررت أن أغادر شرفة القلب،
واتنقل في الجسد كلص هارب،
اتنقل..
في كل مرة أشعر فيها بالنسيان،
بالإهمال
وآكل.. كل شيء
آكل بقايا طعام الأمل،
بقايا عظام النجاة!
لا تأسفوا علي،
لقد.. أصبح المقعد قعيدًا بفضل مساميركم
لقد أصبح المقعد..
حطبًا يذوب،
وغدًا تذروه الرياح.