المهند إسلام
“عزيزي إن كنتَ تريد الرحيل، فتعالَ إلى كاليفورنيا، وكن غريبًا مثلي أيضًا، إضرب عزلتك عرض البحر، فحبي لك هو كل ما تحتاجه، لتشعرَ بما أشعرُ أنا.”
دندنت بصوتٍ ساحر،
تلك ال”سايرن”، في منتصف الحانة، وفي قاعِ كاليفورنيا.
لم يسمع أحدٌ صوتها في الحانة غيره، فكان هو هدفها، وأصابت فريستها كما أهدفت، وتم سحر ال”كيتسوني”.
ظنّ الناس أن ال”سايرن” وال”كيتسوني” هما مجرد أسطورتين قديمتان، غير مرتبطان ببعضهما البعض؛
فال”سايرن” كانت أجملُ آدمية، بقدمي سمكة، تستطيعُ تمزيق القشرة لتصبح قدمين.
تتخذُ مقعدها فوق الصخور، في منتصف البحر، وتسحرُ الصيادين بصوتها العذب، لتغرق قواربهم في عرض البحر.
كما يغرق ال”كيتسوني” في عذوبة صوتها الآن.
كان ال”كيتسوني” ثعلبٌ في غاية المكر، يتحولُ لآدميًا في غاية الوسامة، من الأساطير اليابانية المنقرضة، أو كما يزعمُ الناس.
“يمكننا الرقص ببطئ على ألحان الجاز، نحتضنُ بينما نفعلُ ذلك.”
أكملت ال”سايرن” لهُ بينما تنظرُ مباشرة إلى عيناه.
مرتدية فستان أسود، كاشفًا عن قلادةُ عليها حرفُ الميم، ومساحيقُ تجميل خفيفة، مع شفاةِ حمراء، ووجهُ دائري ساحر، بشعرٍ أسود مسترسلٌ على كتفيها.
“جلدٌ أسود مع عينين بنيتين،
ضوءُ خافت ينيرها، كثعلبٍ حرٌ على الطريق.”
أكملت تصفُ شكله، ليعلم أنه المقصود، بينما يتقدمُ الثعلبُ إلى الأمام في وسط الحشد، عينيها مصابه، والكأسين بجانبها مناله.
“لذا فلنرقصُ على ألحانٍ بطيئة..
وهيا فلنرقصُ بجانب البحر.”
لا يستطيعُ الثعلبُ فعل أي شيء غير الإستجابة، فأي جمالِ هذا الذي يجذبُ ثعلب عمره أكثر من ألفِ عام؟
وأي بهاءٍ هذا الذي يجذبُ جندي لا قلب له؟
يؤدي واجباته وعينيه للأمام!.
غيرَ أن هذه الليلة، قرر الإستجابةُ لتلك العينين،
واللعنة على مهامه،
وأهلا بالغرق مع الصيادين.
ولتجتمع أسطورتين مختلفتين،
يعلمون البداية،
ولا يبالون النهاية،
طالما أنها..
على طولِ بحر كاليفورنيا.