كتبت – مريم مصطفى
أصدرت محكمة الاستئناف بمحافظة المنوفية، المنعقدة داخل مجمع محاكم وادي النطرون، حكمها اليوم السبت بتأييد العقوبة الصادرة بحق سائق التريلا المتسبب في حادث فتيات قرية السنابسة، والذي خلّف موجة كبيرة من الحزن داخل المحافظة وخارجها عقب وفاة 19 فتاة وسائق الميكروباص وإصابة 3 آخرين، في واحدة من أكثر الحوادث مأساوية التي شهدها الطريق الإقليمي خلال السنوات الأخيرة.
تثبيت الحكم السابق على السائق
جاء قرار محكمة الاستئناف برئاسة المستشار الدكتور شوقي الصالحي، رئيس دائرة الاستئناف، ليؤكد الحكم الصادر سابقًا من محكمة جنايات شبين الكوم، والتي قضت بمعاقبة السائق بالسجن لمدة 15 عامًا.
وثبت للمحكمة أن المتهم قاد السيارة عكس الاتجاه على الطريق الإقليمي، رغم عدم امتلاكه رخصة قيادة تخوله استخدام هذه الفئة من المركبات، إضافة إلى كونه تحت تأثير مواد مخدرة وقت وقوع الحادث.
اتهامات مشددة بسبب القيادة تحت تأثير المخدر
ووجهت النيابة العامة للسائق اتهامات تتعلق بتعاطي جوهرَي الحشيش والميثامفيتامين، وارتكاب جريمتي القتل الخطأ والإصابة الخطأ نتيجة قيادته للسيارة بشكل يخالف القانون، متجاوزًا الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، ما أدى لاصطدامه بسيارة نقل ركاب كانت تقل الفتيات المتوفيات.
كما اتُّهم السائق بالتسبب في إتلاف ممتلكات عامة وخاصة على الطريق، وإلحاق أضرار شديدة بمركبات أخرى نتيجة الإهمال الجسيم.
إدانة مالك السيارة وسريان حكمه
لم تقتصر القضية على السائق فقط؛ فقد أدانت المحكمة أيضًا مالك السيارة، وقضت بسجنه 5 سنوات لثبوت سماحه للسائق بقيادتها رغم علمه بعدم حصوله على رخصة تخوله القيادة.
واعتبرت النيابة أن هذا الإهمال من المالك كان أحد الأسباب الرئيسية في وقوع الحادث، الذي راح ضحيته عدد كبير من الفتيات، إلى جانب إصابة آخرين.
أدلة النيابة ودورها في تثبيت الحكم
قدّمت النيابة العامة أدلة تعزز مسؤولية السائق بشكل كامل عن الحادث، مؤكدة أنه تصرف بمفرده دون وجود عوامل خارجية أثرت على مجريات الواقعة، وأن قيادته المتهورة وتحت تأثير المخدرات كانت السبب المباشر للكارثة.
غضب وحزن مجتمعي مستمر
ما زالت الواقعة تُعد من أكثر الحوادث التي أثارت ردود فعل واسعة، نظرًا لكون الضحايا من الفتيات في سن الزهور، ومما خلّفته من ألم بالغ داخل المجتمع المحلي في المنوفية ومحافظات أخرى.
