بسملة سراج الدين
هل يمكنني الشعور بالتخلي؟
أن أترك من يدي أحلامي، آمالي، حروفي، وِجهتي، والنور الذي يقبع في النهاية.
هل أستطيع التخلي؟
حين أفكر بأن الحياة ليست إلا بضع حروف، وكل ما أعيشه هو مجرد أكذوبة، وأن الأيام، والساعات، والدقائق، هي مجرد غُصة، توضع في حلقي لتنغص عليَّ حياتي
هل يمكنك وصف التخلي؟
هو أن يسلب مجهول منك شيئًا بإرادتك أو دونها.. لكنك تركتها، خشية فقدها بعد ذلك، أو فقدت الروح التي كنت تستمدها منها، أو أنك.. على بُعد السنين، تخيلت نفسك رحالة، والشيء الذي تركته، يظهر لك في الصحاري البرية كوحش عملاق ويعكر عليك صفو نفسك
أو أنها.. وقعت منك.. كقلبك
عزيزي
كتبت عن التخلي فلم أجد حروفًا تعبر عنك، لأنني ما تخليت عن شيء إلا أنت..
إن الأيام.. الساعات.. الدقائق.. كلها تتجسد فيك
لأنك كنت يومي، ملاذي وسهري.. امتناني وحلمي
لأنك كنت الشيء الذي سلبه مني المجهول.. الشيء الذي لا أعرفه، ولا أعلم ماهيته!
لكني وجدت أن قلبي، العضو الصغير الذي ما لبث أن نطق بك.. شعر للحظة أنك لا توده، فأوقعك منه.. علك إن شعرتَ بدقات الوجع التي تنتابك حين الوقوع تشعر به، لكنك ذهبت في طريقك ونسيته، فندم أشد الندم على حبك، ما استحق أن تتجاهله وتسلبه حق التعبير عن ملكيته فيك! وبعدها.. وجد أن يظلف الحب الذي سكن فيه خارجًا، فأخرجك وحبك معًا، وجلس يبكي في تقاطع الطرق!
_رد خيالي من الكتابة “روان خباز الحلبي دِمشقيةَ”
عزيزتي الغالية
وحدك تعرفين اسمك لا يعلمه أحد سواكِ، لا شيء يؤلمني في غيابك سوى كُل شيء!
في غيابي عنك، سُلبت حياتي مني، أصبحت سجين حبك، سجين الماضي بين راحتي يديكِ، وبين عطر أنفاسك، وجمال عينيكِ.
هل أنتِ مدركة حجم الألم الذي أعيشه؟ أقسم أنني أحببتك بكل ما أُوتيت من مشاعر، ولكنني في الحبِ لا أفقه، لا أعرف كيف أُوثق مشاعري، ولا أدري بأي طريقة يجب أن أرضي غرورك وكبرياءك؟
كُنت أتتبع أخبارك، أشاهد منشوراتك، وأرى ما تشاركينه على مواقع التواصل!
لا شيء غير الحزن والألم تنشرينه.
على عكس السابق، كان الفرح والحب هم رمز المنشورات..
سَلبت منكِ أفراحك، مشاعرك ودقات قلبك الرقيق..
كنتُ متوحشًا في غيابي، ولكن أقسم أنني أجبرت على هجرك، أعترف كُنت جبانًا، كنت أضعف من المحافظة عليكِ.
أعتذر على كل دمعة ذرفتها بسببي، أعتذر على كل مرة كسرتك بها، وعدتك وخللت بالوعد، كم كنتُ وغداً كبيراً.. أعترف، دموعك أثمن من أن تذرف على شخصٍ خذلك وهرب، أعتذر من كُل قلبي، إن الندم ينهش روحي ويأكل جسدي، ولكن هل ينفع الاعتذار بعد حصول الانفجار؟
تخلي عني واقلعي جذوري من أعماق قلبك، احرقي ذكرياتي وارمي رمادها، بذوري لا تستحق أن تنبت في حديقتك.. أستحق الدفن فيها فقط، هل أخبرك؟ حتى الدفن فيها لا أستحقه، لا أستحق شيئًا منك سوى التخلي والنسيان،
فأمثالي هكذا الجزاء الأوفى لهم..
ادفنيني في أي تراب، ولا تعودي! أقيمي الحداد من بعدي وعودي..
عودي إلى حياتك
لضحكاتك
لأيامك
لأفراحك
وإبداعك
ادفنيني وعودي إلى ما كُنت عليه من جديد.